قلت: الرواية المرسلة هي المحفوظة من هذا الوجه؛ فقد رواه الحاكم في " المستدرك " (3/ 525) من طريق هلال بن العلاء الرقي، ثنا أبي، ثنا عبيدالله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبدالملك بن عمير، عن الضحاك بن قيس، به.
وسكت عليه الحاكم وكذا الذهبي، وإسناده حسن إلى الضحاك بن قيس؛ رجاله ثقات سوى هلال بن العلاء وهو صدوق كما قال أبوحاتم، (تهذيب التهذيب 6/ 55).
ورواه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/ 299 / 8137) حدثنا المقدام بن داود المصري، ثنا علي بن معبد الرقي، ثنا عبيدالله بن عمرو، عن رجل من أهل الكوفة، عن عبدالملك بن عمير، عن الضحاك بن قيس، قال: كانت بالمدينة امرأة تخفض النساء يقال لها: أم عطية، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" اخفضي ولا تنهكي؛ فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج ".
وإسناده ضعيف؛ المقدام بن داود هذا قال النسائي: " ليس بثقة "، وضعفه الدارقطني، (الميزان 4/ 175، واللسان 7/ 144).
وقد أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (8/ 324) من طريق عبدالله بن جعفر، ثنا عبيدالله بن عمرو.
وفي إسناده من لم أقف على تراجمهم.
ورواه ابن منده في " المعرفة " – كما في " تهذيب التهذيب " (2/ 570) –، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (8/ 206 / 1) – كما في " الصحيحة " (2/ 345) – من طريق منصور بن صقير، عن عبيدالله بن عمرو، عن عبدالملك، به.
ومنصور بن صقير هذا قال أبوحاتم: " ليس بالقوي، وفي حديثه بعض الاضطراب "، وقال العقيلي: " في حديثه بعض الوهم "، (تهذيب التهذيب 5/ 542).
حديث عبدالله بن عمر
الحديث أخرجه البزار، والبيهقي في " شعب الإيمان " (6/ 396 – 397/ 8646) من طريق مندل، عن ابن جريج، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: دخل النبي – صلى الله عليه وسلم – على نسوة من الأنصار، فقال:
" يا نساء الأنصار! اخضبن غمساً، واخفضن ولا تنهكن؛ فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفر المنعمين ".
قال البزار والبيهقي: " مندل بن علي ضعيف ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (5/ 171 – 172): " فيه مندل بن علي وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات ".
وقال ابن حجر في " التلخيص " (2/ 83): " في إسناده مندل بن علي وهو ضعيف ".
قلت: إسناده ضعيف؛ مندل بن علي ضعفه ابن معين وابن المديني والنسائي والدارقطني وغيرهم، (تهذيب التهذيب 5/ 535).
وله طريق أخرى، فقد أخرجه ابن عدي في " الكامل " (3/ 30) من طريق خالد بن عمرو القرشي، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
" يا معشر نساء الأنصار! اخضبن غمساً، واخفضن ولا تنهكن؛ فإنه أحظى عند أزواجكن، وإياكن وكفر المنعمين ".
وهذا الإسناد ضعيف جداً؛ خالد بن عمرو قال أحمد: " ليس بثقة يروي أحاديث بواطيل "، وقال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال البخاري وأبوزرعة: " منكر الحديث "، وقال أبوحاتم: " متروك الحديث "، (تهذيب التهذيب 2/ 67).
وأيضاً فهو منقطع بين يزيد وسالم.
الخلاصة
يتلخص مما سبق أن الحديث ضعيف؛ فإنه لم يصح إلا من الطريق المرسلة، وأما باقي الطرق والشواهد فشديدة الضعف، والله أعلم.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده بن محمد الأبيضي
ضحى الجمعة 11 / رجب / 1425
ـ[اللجين]ــــــــ[29 - 08 - 04, 03:37 ص]ـ
اخي هل من الممكن ان تشرح المتن؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 09 - 04, 01:09 م]ـ
للفائدة:
ورواه ابن منده في " المعرفة " – كما في " تهذيب التهذيب " (2/ 570) –، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (8/ 206 / 1) – كما في " الصحيحة " (2/ 345) – من طريق منصور بن صقير، عن عبيدالله بن عمرو، عن عبدالملك، به.
ومنصور بن صقير هذا قال أبوحاتم: " ليس بالقوي، وفي حديثه بعض الاضطراب "، وقال العقيلي: " في حديثه بعض الوهم "، (تهذيب التهذيب 5/ 542).إسناد ابن مندة كما عند ابن عساكر (24/ 282) من طريقين عنه
... أنا أبو عبدالله بن مندة أنا عثمان بن أحمد السمرقندي أنا أبو أمية الطرسوسي نا منصور بن صقير ... به. ا. هـ
ورواه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " (3/ 1538)
قال بعد أن روى حديث أم عطية عن الطبراني
* رواه منصور بن صقير عن عبيدالله بن عمر عن عبدالملك بن عمير مثله، ولم يذكر الرجل الكوفيَّ بينهما.
3889 _ حدَّثناه أبو عمر بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا أحمد بن آدم الجرجاني ثنا أبو النضر منصور بن صقير عن عبيدالله بن عمر عن عبدالملك بن عمير عن الضَّحاك ... مثله.