ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي نعيم الفضل بن دكين به وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أنه حدث عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحو ما تقدم إلى أن قال:
«ثم عرضهم على آدم فقال ياآدم هؤلاء ذريتك وإذا فيهم الأجذم والأبرص والأعمى وأنواع الأسقام فقال آدم: (أثر آخر) قال أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله تعالى {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِى ءادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيَّتَهُمْ} [الأعراف:271] الآيات قال: فجمعهم له يومئذ جميعاً ما هو كائن منه إلى يوم القيامة فجعلهم أرواحاً ثم صورهم ثم استنطقهم فتكلموا وأخذ عليهم العهد والميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبّكُمْ قَالُواْ بَلَى?} [الأعراف:271] الآية قال: فإني أشهد عليكم السماوات السبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذا اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئاً وإني سأرسل إليكم رسلاً يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا: نشهد أنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك فأقروا له يومئذ بالطاعة ورفع أباهم آدم فنظر إليهم فرأى فيهم الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك فقال: يارب لو سويت بين عبادك؟ قال: إني أحببت أن أشكر ورأى فيهم الأنبياء مثل السرج عليهم النور وخصوا بميثاق آخر من الرسالة والنبوة فهو الذي يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ ?لنَّبِيّيْنَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْر?هِيمَ وَمُوسَى? وَعِيسَى ?بْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مّيثَاقًا غَلِيظاً} [الأحزاب: 7] الآية وهو الذي يقول {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ ?للَّهِ ?لَّتِى فَطَرَ ?لنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ?للَّهِ} [الروم:03] الآية ومن ذلك قال {هَـ?ذَا نَذِيرٌ مّنَ ?لنُّذُرِ ?لاْوْلَى?} [النجم:65] ومن ذلك قال {وَمَا وَجَدْنَا لاِكْثَرِهِم مّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَـ?سِقِينَ} [الأعراف:201] الآية، رواه عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه، ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير وابن مردويه في تفاسيرهم من رواية أبي جعفر الرازي به وروي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والسدي وغير واحد من علماء السلف سياقات توافق هذه الأحاديث اكتفينا بإيرادها عن التطويل بتلك الآثار كلها وبالله المستعان. فهذه الأحاديث دالة على أن الله عز وجل استخرج ذرية آدم من صلبه وميز بين أهل الجنة وأهل النار، وأما الإشهاد عليهم هناك بأنه ربهم فما هو إلا في حديث كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وفي حديث عبد الله بن عمرو وقد بينا أنهما موقوفان لا مرفوعان كما تقدم) انتهى.
يتبع بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 07:34 م]ـ
كذلك بارك الله فيك (جبل نعمان) غير عرفة
فجبل نعمان يقع على يمين الخارج من مكة على طريق التنعيم إذا وقف عند مسجد التنعيم (مسجد عائشة رضي الله عنها)
ينظر كتاب (الحرم المكي الشريف والحدود المحيطة به) لعبدالملك بن دهيش ص (254 - 259)
ومعالم مكة التاريخية والأثرية لعاتق بن غيث البلادي ص 304 - 307.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 04, 07:49 م]ـ
فعلى هذا يقال إن الأصح الروايات التي ورد فيها يوم عرفه أو أن المقصود بقوله عرفة أنها قريبة من نعمان.
ـ[أمين هشام]ــــــــ[31 - 08 - 04, 12:23 ص]ـ
ما شاء الله .. تبارك الله .. ما أسعدنا بك يا عبد الرحمن!.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 08 - 04, 04:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أمين واسعدنا وإياك بطاعته.
كان يمكن كذلك عرض الروايات الواردة للأثر ومقارنة الروايات ودراسة رجالها وبيان الرواة الذين رووه بلفظ (في عرفة) والرواة الذين رووه بلفظ (يوم عرفة) فإن أحببت ذكر ذلك فلابأس من المدارسة فيه، وجزاكم الله خيرا.