تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تحذير الأبرار من رواية قصة ثعبان الغار]

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 09 - 04, 08:03 ص]ـ

[تحذير الأبرار من رواية قصة ثعبان الغار]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبنا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،،،

فلقد أكثر أهل السير من إيراد قصة ثعبان الغار، وقد اشتهرت على ألسنة الخطباء، فأردنا أن نبين في هذه العجالة أن هذه القصة موضوعة مختلقة، فلا يحل روايتها إلا على سبيل التحذير، والله الموفق.

نص القصة

عن ضبة بن محصن العبري، قال: قلت لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه –: أنت خير من أبي بكر، فبكى، وقال: والله لليلة من أبي بكر ويوم خير من عُمُرِ عمَر، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قال: قلت: نعم يا أمير المؤمنين! قال: أما ليلته فلما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هارباً من أهل مكة خرج ليلاً فتبعه أبو بكر، فجعل يمشي مرة أمامه، ومرة خلفه، ومرة عن يمينه، ومرة عن يساره، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " ما هذا يا أبا بكر؟! ما أعرف هذا من فعلك؟ "، قال: يا رسول الله! أذكر الرصد فأكون أمامك، وأذكر الطلب فأكون خلفك، ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك، لا آمن عليك، قال: فمشى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجلاه، فلما رآه أبو بكر – رضي الله عنه –أنها قد حفيت حمله على كاهله، وجعل يشد به حتى أتى به فم الغار فأنزله، ثم قال: والذي بعثك بالحق لا تدخله حتى أدخله، فإن كان فيه شيء نزل بي قبلك، فدخل فلم ير شيئاً، فحمله فأدخله، وكان في الغار خرق فيه حيات وأفاعي، فخشي أبو بكر أن يخرج منهن شيء يؤذي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فألقمه قدمه فجعلن يضربنه ويلسعنه الحيات والأفاعي، وجعلت دموعه تنحدر، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول له: يا أبا بكر! لا تحزن إن الله معنا؛ فأنزل الله سكينته لأبي بكر فهذه ليلته.

وأما يومه فلما توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وارتدت العرب، فقال بعضهم: نصلي ولا نزكي، وقال بعضهم: لا نصلي ولا نزكي، فأتيته ولا آلوه نصحاً، فقلت: يا خليفة رسول الله! تألف الناس وارفق بهم، فقال: جبار في الجاهلية خوار في الإسلام، بماذا أتألفهم أبشعر مفتعل أو بشعر مفترى؟! قبض رسول الله – صلى الله عليه وسلم –، وارتفع الوحي، فوالله لو منعوني عقالاً مما كانوا يعطون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقاتلتهم عليه، قال: فقاتلنا معه، فكان والله رشيد الأمر، فهذا يومه ".

تحقيق القصة

رواها البيهقي في " دلائل النبوة " (2/ 476 – 477) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، قال: حدثني فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العبري، به.

وهذا القصة موضوعة؛ عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي ضعفه الدارقطني وأبو نعيم، وقال الذهبي في " الميزان " (2/ 454): " وأتى عن فرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن العبري، عن أبي موسى بقصة الغار، وهو شبه وضع الطرقية "، وأقره ابن حجر في " اللسان " (4/ 397).

و فرات بن السائب، وقال ابن معين: " ليس بشيء وقال البخاري: " منكر الحديث وقال أبو حاتم: " ضعيف الحديث، منكر الحديث "، وتركه النسائي والدارقطني (الميزان 4/ 503 – 504 واللسان 6/ 9 – 10).

وروى الحاكم في " المستدرك " (3/ 6) من طريق عفان بن مسلم، ثنا السري بن يحيى، ثنا محمد بن سيرين، عن عمر، به، وليس فيه ذكر الثعبان.

قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين، لولا إرسال فيه "، ووافقه الذهبي.

قلت: لم يخرج مسلم للسري بن يحيى، وهذا مرسل كما قالا.

وقد وهم السخاوي في " فتح المغيث " (4/ 118) في عزوه للبيهقي في " الدلائل " من هذا الطريق.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

وكتب

أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري

الإسكندرية، ضحى الأحد 20 / رجب / 1425

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 04, 08:50 ص]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

أحسنت وفقك الله في بيان حال هذه الرواية

ومن باب الفائدة في زيادة التخريج مع أنه لايفيد في حالة القصة شيئا

كذلك أخرجه اللا لكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (7/ 1278) ووقع في المطبوع تصحيف (الراسبي) تصحفت إلى (المراسمي)

وجاء في الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري ج: 1 ص: 451

وخرج الحافظ أبو الحسن بن بشران والملا في سيرته عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي .....

وفي تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق لأبي القاسم المقدسي ج:1 ص:124

وبالإسناد إلى ابن بشران حدثنا أحمد بن سليمان إملاء قال قرىء على يحيى بن جعفر وأنا أسمع حدثنا عبد الرحمن ابن إبراهيم الراسبي قال حدثني فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن العنزي قال كان علينا أبو موسى أميرا ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير