تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من حديث قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن صاحب له - وربما قال صالح: عن مجاهد - عن أم سلمة.

والحديث حسن، ومثله مما يجوز أن يقال فيه: صحيح.

وقال ابن ماجه في سننه: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود، حدثنا ياسين، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية، عن أبيه، عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة. و ياسين وإن كان ضعيفا فحديثه يصلح للاعتضاد، ولم يصلح للاعتماد.

وفي سننه من حديث ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج ناس من أهل المشرق، فيوطؤون للمهدي يعني سلطانه.

وذكر أبو نعيم في كتاب المهدي من حديث حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي، وخلقه خلقي، يكنى أبا عبد الله. ولكن في إسناده العباس بن بكار لا يحتج بحديثه، وقد تقدم هذا المتن من حديث ابن مسعود و أبي هريرة، وهما صحيحان.

وقد قالت أم سلمة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة رواه أبو داود ابن ماجه، وفي إسناده زياد بن بيان، وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس. وقال البخاري: في إسناد حديثه نظر.

وقال أبو نعيم: حدثنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في كتابه، حدثنا همام بن أحمد بن أيوب، حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا سويد بن إبراهيم، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليبعثن الله من عترتي رجلا، أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلا، يفيض المال. ولكن طالوت وشيخه ضعيفان، والحديث ذكرناه للشواهد.

وقال يحيى بن عبد الحميد الحماني في مسنده: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، يفتح القسطنطينية وجبل الديلم، ولولم يبق إلا يوم طول الله ذلك اليوم حتى يفتحها. يحيى بن عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره، وتكلم فيه أحمد.

وقال أبو نعيم: حدثنا أبو الفرج الأصبهاني، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا أبو جعفر بن طارق، عن [الخليل بن لطيف]، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه. وهذا إسناد لا تقوم به حجة، لكن في صحيح ابن حبان من حديث عطيه بن عامر نحوه.

وقال الحارث بن أبي أسامة في مسنده: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض، تكرمة الله لهذه الأمة وهذا إسناد جيد.

وقال الطبراني: حدثنا محمد بن زكريا [الغلابي]، حدثنا العباس ابن بكار، حدثنا عبد الله بن زياد، عن الأعمش، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ما هو كائن، ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي ولكن هذا إسناده ضعيف.

وأحاديث هذا الباب أربعة أقسام: صحاح، وحسان، وغرائب، وموضوعة.

وقد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال:

أحدها: أنه المسيح ابن مريم، وهو المهدي على الحقيقة.

واحتج أصحاب هذا بحديث محمد بن خالد الجندي المتقدم، وقد بينا حاله، وأنه لا يصح، ولو صح لم يكن فيه حجة، لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الساعة.

وقد دلت السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على نزوله على المنارة البيضاء شرقي دمشق، وحكمه بكتاب الله، وقتله اليهود والنصارى، ووضعه الجزية، وإهلاك أهل الملل في زمانه.

فيصح أن يقال: لا مهدي في الحقيقة سواه وإن كان غيره مهديا.

كما يقال: لا علم إلا ما نفع، ولا مال إلا ما وقى وجه صاحبه، وكما يصح أن يقال: إنما المهدي عيسى ابن مريم، يعني: المهدي الكامل المعصوم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير