تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل يشفع النبي – صلى الله عليه وسلّم – في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 09 - 04, 07:43 ص]ـ

هل يشفع النبي – صلى الله عليه وسلّم – في أقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعدُ،،،

فقد ذكر ابن أبي العز في " شرح العقيدة الطحاوية " (ص 288) النوع الثاني من أنواع الشفاعة: شفاعته – صلى الله عليه وسلّم في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة.

ولم يذكر هذا القاضي عياض وكذا النووي (شرح مسلم 2/ 40)، وابن تيمية عند ذكرهم لأنواع الشفاعة.

قلت: ولم أقف على دليل على ذلك إلا قول ابن عباس: " السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب، والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله، والظالم لنفسه وأصحاب الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد – صلى الله عليه وسلّم – ".

وقد أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (11/ 189 / 11454) حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، وعبدالرحمن بن معاوية العتبي، قالا: ثنا ابن السرح، قال: ثنا موسى بن عبدالرحمن الصنعاني، حدثني ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس، به.

قال الهيثمي في " المجمع " (10/ 378): " رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه، وفيه موسى بن عبدالرحمن الصنعاني وهو وضاع ".

قلت: هذا وإن كان موقوفاً فله حكم الرفع، ولكن إسناده موضوع، فإن موسى بن عبدالرحمن الصنعاني هذا قال ابن حبان: " دجال، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير "، وقال ابن عدي: " منكر الحديث " (لسان الميزان 7/ 184).

وقد وقفت على ما يدل على خلافه فعن حذيفة – رضي الله عنه – قال: " أصحاب الأعراف، قوم قصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، جُعلوا هناك حتى يُقضى بين الناس، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربهم، فقال: " قوموا فادخلوا الجنة، فإني غفرت لكم ".

أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (8/ 190)، وهناد في " الزهد " (1/ 151 201 و 202)، وسعيد بن المنصور في " سننه " (5/ 144 و 147/ 956 و 957)، والحاكم في " المستدرك " (2/ 320)، والبيهقي في " البعث والنشور " (101 و 102)، وغيرهم بأسانيد صحيحة، وقد روي مرفوعاً، والمحفوظ وقفه، وله حكم الرفع.

فالصواب أن من تساوت حسناتهم وسيئاتهم – وهم أصحاب الأعراف – أنهم يدخلون الجنة برحمة الله، وليس بالشفاعة، فذكر هذا النوع لعله يكون ليس بصحيح، إن لم يكن هناك دليل آخر، والله أعلم.

ثم تبين لي الجزم بأن ذكر هذا النوع خطأ، فقد وقفت على قول ابن حجر في " الفتح " (11/ 428): " ظهر لي بالتتبع شفاعة أخرى: وهي الشفاعة فيمن استوت حسناته وسيآته، أن يدخل الجنة، ومستندها ما أخرجه الطبراني عن ابن عباس قال: ..... (فذكر الأثر) ".

فتبين أنه ليس ثم دليل سوى هذا الأثر، وقد بينّا وهنه، والحمد لله رب العالمين.

وكتب

أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي

فجر الخميس 24 / رجب / 1425

ـ[رياض بن سعد]ــــــــ[09 - 09 - 04, 08:24 ص]ـ

بارك الله فيك أخي أبا المنهال ,, زادك الله علما

ولكني أعتقد أن المسألة تحتاج إلى بحث أطول

والسلام عليكم

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[10 - 09 - 04, 12:42 ص]ـ

وفيك بارك أخي الفاضل، ولعلك تتحفنا بما تراه صواباً.

وبانتظار تعقبات إخواننا الأفاضل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير