تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الفراء وغيره: يحتمل أن يكون شبّه طلعها في قبحه برءوس الشياطين لأنّها موصوفة بالقبح وقد تقرر في اللسان أن من قال: فلان شيطان، أراد أنه خبيث أو قبيح، وإذا قبحوا مذكرًا قالوا: شيطان أو مؤنثًا قالوا: غول ويحتمل أن يكون المراد بالشياطين الحيّات، والعرب تسمي بعض الحيّات شيطانًا وهو ثعبان قبيح الوجه، ويحتمل أن يكون المراد نبات قبيح قيل إنه يوجد باليمن.

وقوله: (قلت يا رسول الله أفلا استخرجته) في رواية أبي أسامة (فقال: لا)، ووقع في رواية ابن عيينه أنه استخرجه وأن سؤال عائشة إنما وقع عن النشرة فأجابها بلا، وسيأتي بسط القول فيه بعد باب.

قوله: (فكرهت أن أثير على الناس فيه شرًا) في رواية الكشميهني: (سوءًا) ووقع في رواية أبي أسامة: (أن أثوّر)، بفتح المثلثة وتشديد الواو، وهما بمعنى، والمراد بالناس التعميم في الموجودين، قال النووي: خشي من إخراجه وإشاعته ضررًا على المسلمين من تذكر السحر وتعلمه ونحو ذلك، وهو من باب ترك المصلحة خوف المفسدة، ووقع في رواية ابن نمير: (على أمتي) وهو قابل أيضًا للتعميم، لأن الأمة تطلق على أمة الإجابة وأمة الدعوة، وعلى ما هو أعم وهو يرد على من زعم أن المراد بالناس هنا لبيد ابن الأعصم لأنه كان منافقًا فأراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن لا يثير عليه شرًا لأنه كان يؤثر الإغضاء عمن يظهر الإسلام، ولو صدر منه ما صدر، وقد وقع أيضًا في رواية ابن عيينة: (وكرهت أن أثير على أحد من الناس شرًا)، نعم وقع في حديث عمرة عن عائشة (فقيل: يارسول الله لو قتلته؟ قال: ((ما وراءه من عذاب الله أشد))).

وفي رواية عمرة: (فأخذه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاعترف فعفا عنه)، وفي حديث زيد بن أرقم: (فما ذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لذلك اليهودي شيئًا مما صنع به، ولا رآه في وجهه)، وفي مرسل عمر بن الحكم: (فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: حب الدنانير)، وقد تقدم في كتاب الجزية قول ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقتله، وأخرج ابن سعد من مرسل عكرمة أيضًا أنه لم يقتله، ونقل عن الواقدي أن ذلك أصح من رواية من قال إنه قتله، ومن ثم حكى عياض في "الشفاء" قولين: هل قتل أم لم يقتل؟ وقال القرطبي: لا حجة على مالك من هذه القصة، لأن ترك قتل لبيد بن الأعصم كان لخشية أن يثير بسبب قتله فتنة، أو لئلا ينفر الناس عن الدخول في الإسلام وهو من جنس ما راعاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من منع قتل المنافقين حيث قال: ((لا يتحدّث النّاس أنّ محمّدًا يقتل أصحابه)).

قوله: (فأمر بها) أي: بالبئر (فدفنت) وهكذا وقع في رواية ابن نمير وغيره عن هشام وأورده مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام عقب رواية ابن نمير وقال: لم يقل أبوأسامة في روايته (فأمر بها فدفنت)، قلت: وكأن شيخه لم يذكرها حين حدثه، وإلا فقد أورده البخاري عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة كما في الباب بعده، وقال في آخره: (فأمر بها فدفنت)، وقد تقدم أن في مرسل عبدالرحمن بن كعب أن الحارث بن قيس هورها.

قوله: (تابعه أبوأسامة) هو حماد بن أسامة، وتأتي روايته موصولة بعد بابين.

قوله: (وأبوضمرة) هو أنس بن عياض ستأتي روايته موصولة في كتاب الدعوات.

قوله: (وابن أبي الزناد) هو عبدالرحمن بن عبدالله بن ذكوان، ولم أعرف من وصلها بعد.

قوله: (وقال الليث وابن عيينة عن هشام فى مشط ومشاطة) كذا لأبي ذر ولغيره، و (مشاقة) وهو الصواب وإلا لاتحدت الروايات، ورواية الليث تقدم ذكرها في بدء الخلق، ورواية ابن عيينة تأتي موصولة بعد باب وذكر المزي في الأطراف تبعًا لخلف أن البخاري أخرجه في الطب عن الحميدي، وعن عبد الله بن محمد كلاهما عن ابن عيينة وطريق الحميدي ما هي في الطب في شيء من النسخ التى وقفت عليها، وقد أخرجه أبونعيم في "المستخرج" من طريق الحميدي، وقال بعده: أخرجه البخاري عن عبيدالله ابن محمد لم يزد على ذلك، وكذا لم يذكر أبومسعود في "أطرافه" الحميدي، والله أعلم.

قوله: (ويقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط) هذا لا اختلاف فيه بين أهل اللغة، قال ابن قتيبة: المشاطة ما يخرج من الشعر الذي سقط من الرأس إذا سرح بالمشط وكذا من اللحية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير