2 - وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (7/ 278): وَذَكَرَ أَحْمَد مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس بِإِسْنَادٍ حَسَن ... وذكر القصة.ا. هـ.
والصواب - والله أعلم - أن السند لا يحتمل التحسين وذلك لجهالة عثمان الجزري، حتى الطرق التي ستأتي لا تجعل الحديث يرتقي إلى مرتبة الحسن لأنها أيضا ضعيفة.
تضعيف أهل العلم للقصة:
حكم عدد من أهل العلم على القصة بالضعف، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العلماء ضعفها على أن عثمان الجزري هو ابن عمرو بن ساج، وفي هذا نظر كما بينا آنفا، ومنهم:
1 - الشيخ أحمد شاكر.
قال في " تخريج المسند " (3251): في إسناده نظر.
2 - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
قال في تعليقه على " فقه السيرة " (ص 163) لمحمد الغزالي: في المسند من طريق عثمان الجزري أن مقسماً مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس به. وحسن المؤلف إسناده، وكأنه تبع فيه ابن كثير في " البداية ". وتبعه أيضا الحافظ في " الفتح "، وفي تحسينه نظر فإن عثمان الجزري وهو ابن عمرو بن ساج.ا. هـ.
وقال في " الضعيفة " (3/ 339): واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فكن من ذلك على علم.ا. هـ.
3 - الشيخ شعيب الأرنؤوط.
قال في تخريجه لـ " مسند الإمام أحمد " (5/ 301): إسناده ضعيف، عثمان الجزري، ويقال له: عثمان المشاهد ... " وذكر كلام الإمام أحمد وأبي حاتم في الرجل.
4 - الشيخ بكر أبو زيد.
قال في " التحديث بما قيل: لا يصح فيه حديث " (ص 133) عن غار حراء: نسج العنكبوت عليه وقصة الحمامتين. ونقل كلام الشيخ الألباني الآنف في الضعيفة.
5 - النفيعي والعديني محققا تفسير ابن كثير (3/ 699 ط. دار الراية).
قالا في تخريج الحديث: الحديث رواه أحمد في المسند (1/ 348)، وهو ضعيف لجهالة عثمان الجزري، وترجمته في " تاريخ البخاري " و " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم، وليس فيهما غير أنه روى مقسم، وروى عنه معمر والنعمان بن راشد، قال أحمد حين سئل عنه: روى أحاديث مناكير، وزعموا أنه ذهب كتابه.ا. هـ.
6 - الشيخ عبد العزيز الطريفي.
قال الشيخ عبد العزيز الطريفي في أجوبته على أسئلة " ملتقى أهل الحديث ":
السؤال الخامس عشر: بلغنا عنكم تضعيف حديث مبيت علي في فراش النبي عند الهجرة؟
الجواب: حديث مبيت علي على فراش النبي عند هجرته لا يصح، فقد أخرجه عبدالرزاق في مصنفه وعنه أحمد في المسند وابن جرير الطبري والطبراني في معجمه الكبير وغيرهم من حديث عثمان الجزري عن مقسم مولى ابن عباس عن ابن عباس، وفيه نسج العنكبوت بيتاً على الغار. وفيه عثمان الجزري قال فيه أحمد: روى أحاديث مناكير زعموا أنه ذهب كتابه. وقال ابن ابي حاتم عن أبيه: لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان، ومال إلى تحسينه الحافظ ابن كثير وابن حجر!.ا. هـ.
والخلاصة: أن الحديث ضعيف بهذا السند. ووهم من جعل عثمان الجزري هو عثمان بن عمرو بن ساج. وفي كلا الحالتين الرجل ضعيف سواء كان عثمان بن عمرو أو عثمان الجزري فقط من غير ذكر لأبيه وجده.
- الطريق الثانية:
أخرج أبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (72) عن بشار الخفاف، عن جعفر بن سليمان، حدثنا أبو عمران الجوني، حدثنا المعلى بن زياد، عن الحسن، قال: انطلق النبي صلى الله وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه، فجاء العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت، قالوا لم يدخله أحد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي، وأبو بكر يرتقب، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: فداك أبي وأمي، هؤلاء قومك يطلبونك، أما والله ما على نفسي أبكي، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تحزن إن الله معنا ".
وهذه الرواية معلولة:
1 - في سندها بشار بن موسى الشيباني الخفاف.
قال البخاري: منكر الحديث. وقال يحيى بن معين والنسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: ضعيف. وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف كثير الغلط كثير الحديث.
2 - أنها مرسلة عن الحسن.
¥