وأما يحيى بن غيلان فقد روى عنه جماعة، ووثقه ابن حبان، فمثله يحسن حديثه.
ثالثاً: حديث عبدالله بن عمر
أخرجه العقيلي في " الضعفاء الكبير " (1/ 41)، وابن عدي في " الكامل " (5/ 227).
من طريق يونس بن محمد، قال: حدثنا أبوالربيع السمان، قال: حدثنا عاصم بن عبيدالله، عن سالم بن عبدالله، عن أبي، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلّم –:
" إذا مس الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
قال العقيلي بعد أن روى له أحاديث أخرى: " وله غير حديث من هذا النحو، لا يتابع على شيء منها ".
قلت: هذا الإسناد ضعيف؛ أبوالربيع السمان هو أشعث بن سعيد، قال ابن معين والبخاري: " ليس بثقة ".
رابعاً: حديث معاذ بن جبل
أخرجه أحمد في " مسنده " (5/ 234)، والبزار في " البحر الزخار " (7/ 120 / 2675)، والطبراني في " المعجم الكبير " (20/ 99 / 194)، و " مسند الشاميين " (2/ 350 / 1479) – ومن طريقه المزي في " تهذيب الكمال " (10/ 284) –.
من طريق أبي بكر بن أبي مريم، ثنا ضمرة بن حبيب، عن رجل، عن معاذ بن جبل، عن النبي – صلى الله عليه وسلم –، قال:
" إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
وإسناده ضعيف، من أجل أبي بكر بن أبي مريم فقد ضعفه أحمد وابن معين وأبوحاتم والدارقطني وغيرهم.
ومن أجل الرجل الذي لم يسم.
خامساً: حديث أبي أمامة
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (6/ 244 / 7955) من طريق جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –:
" إذا جاوز الختان الختان؛ وجب الغسل ".
وإسناده ضعيف جداً، جعفر بن الزبير قال ابن معين: " ليس بثقة "، وتركه أبوحاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم.
سادساً: حديث رافع بن خديج
أخرجه أحمد في " مسنده "، والطبراني في " المعجم الكبير " (4/ 267 / 4374)، وابن عدي في " الكامل " (3/ 165).
من طريق رشدين بن سعد، عن موسى بن أيوب، عن سهل بن رافع بن خديج، عن أبيه، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مر به فناداه، فخرج إليه، فمشى معه حتى أتى المسجد، ثم انصرف فاغتسل، ثم رجع، فرآه النبي – صلى الله عليه وسلم – أثر الغسل، فسأله النبي – صلى الله عليه وسلم – عن غسله، فقال: سمعت نداءك وأنا أجامع امرأتي، فقمت قبل أن أفرغ، فاغتسلت، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم –: " إنما الماء من الماء "، ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك:
" إذا جاوز الختان الختان؛ فقد وجب الغسل ".
قال ابن حجر في " الدراية " (1/ 49): " وفي إسناده رشدين بن سعد وهو ضعيف ".
قلت: ولكنه توبع فتابعه ابن لهيعة، عن موسى بن أيوب، به.
أخرجه ابن شاهين في " ناسخ الحديث ومنسوخه " (27).
وابن لهيعة سيئ الحفظ.
ولكن موسى بن أيوب، قال ابن معين: " منكر الحديث ".
فيتلخص مما سبق أن الحديث صحيح، وأنه قد ثبت عن عائشة موقوفاً ومرفوعاً، وأن كلاهما محفوظ، والله أعلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ضحى الجمعة 25 / رجب 1425
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 09 - 04, 05:53 ص]ـ
أخي الحبيب
الحديث صحيح موقوفاً فقط وليس مرفوعاً
1 - الطريق الأول علته التفرد والغرابة، ومخالفته كذلك للحديث الموقوف الذي رواه مالك.
2 - الطريق الثاني الصواب وقفه كما تفضلت. ومن رفعه فقد أخطأ.
3 - الطريق الثالث الصواب فيه الوقف كذلك.
قال ابن حجر في " التلخيص " (1/ 134): " وأعله البخاري بأن الأوزاعي أخطأ فيه ورواه غيره عن عبدالرحمن بن القاسم مرسلاً، واستدل على ذلك بأن أبا الزناد قال: سألت القاسم بن محمد: سمعت في هذا الباب شيئاً؟ فقال: لا. وأجاب من صححه بأنه يحتمل أن يكون القاسم كان نسيه ثم تذكر فحدّث به ابنه، أو كان حدّث به ابنه ثم نسي، ولا يخلو الجواب عن نظر ".
¥