تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي]

ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 09 - 04, 08:55 ص]ـ

[القول الجلي في تخريج أثر ابن عباس في تفسير الكرسي]

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أمّا بعدُ،،،

فهذا تحقيق لما روي عن ابن عباس في تفسير الكرسي، دفعني إلي ذلك أن المبتدعة يستدلون ببعض هذه الروايات على بدعهم، وأن أحد الأخوة وجدته صحح ما استدل به المبتدعة في تحقيقه (!) لـ " البداية والنهاية "، وهذا التحقيق مخطوط حتى الساعة – أسأل الله أن يظل هكذا إلى الأبد –، ثم رأيت أن أضيف في الخاتمة أربعة شواهد للأثر.

أسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يغفر لي، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد،،،

فقد روي عن ابن عباس أنه قال: " كرسيه علمه ".

أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (3/ 15)، وابن أبي حاتم – كما في " تفسير ابن كثير " (1/ 457) –، والطبراني في " كتاب السنة " – ومن طريقه ابن حجر في " تغليق التعليق " (4/ 185) –، وعبد بن حميد – كما في " تغليق التعليق " (4/ 186) و " فتح الباري " (8/ 47)، و " الدر المنثور " (2/ 17) –، وابن منده في " الرد على الجهمية "، وابن حجر في " تغليق التعليق " (4/ 185 – 186).

من طرق عن مطرف، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، {وسع كرسيه} قال: كرسيه علمه.

قال ابن منده: " ولم يُتابع عليه جعفر، وليس هو بالقوي في سعيد بن جبير "، وأقره الذهبي في " الميزان " (2/ 148) ثم قال: " قد روى عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كرسيه موضع قدمه، والعرش لا يقدر قدره ".

فكأنه يشير إلى أن هذه الرواية هي المحفوظة.

وقال ابن كثير في " تفسيره " (1/ 457): " وعن ابن عباس وسعيد بن جبير أنهما قالا في قوله – تعالى – {وسع كرسيه السموات والأرض}، أي: علمه، والمحفوظ عن ابن عباس كما رواه الحاكم في مستدركه وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه، من طريق سفيان الثوري، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه قال: " الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله – عز وجل – ".

وقال أبومنصور الأزهري في " تهذيب اللغة " (10/ 54): " والذي روي عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار ".

قلت: هذا الإسناد ظاهره أنه حسن، ولكنه منكر؛ فإن رجاله ثقات سوى جعفر بن أبي المغيرة وثقه أحمد وابن حبان (تهذيب التهذيب 1/ 388)، ولكن سبق قول ابن منده: " ليس بالقوي في سعيد بن جبير "، وهذا فيه زيادة علم، فنضعفه في سعيد بن جبير، هذا وقد خولف فيه كما سيأتي.

وخالف مطرف، سفيان الثوري فرواه في " تفسيره " – كما في " فتح الباري " (1/ 47) – عن جعفر، عن سعيد بن جبير موقوفاً.

وأخرجه عنه ابن حجر في " تغلق التعليق " (4/ 185)، وعلّقه البخاري في " صحيحه " (1/ 46 – فتح).

والعهدة في هذا الاختلاف على جعفر بن أبي المغيرة نفسه.

وخالف جعفر بن أبي المغيرة، مسلم البطين فرواه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله – تعالى –: {وسع كرسيه السموات والأرض}، قال: " الكرسي: موضع القدمين، ولا يقدر أحد قدره ".

أخرجه الدارقطني في " الصفات " (36)، و " النزول " (ص 49)، والخطيب في " تاريخ بغداد " (5/ 251).

عن أحمد بن منصور الرمادي، عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، به.

وهذا الإسناد صحيح؛ مسلم البطين احتج به مسلم، ووثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 5/ 431).

وعمار الدهني وثقه أحمد وابن معين وأبوحاتم والنسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 4/ 255).

وبقية رجاله ثقات.

وقد توبع أحمد بن منصور الرمادي، فتابعه محمد بن معاذ، عن أبي عاصم، به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير