تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكن الأثر ثابت عن أبي موسى فقد عزاه ابن حجر في " الفتح " (1/ 47)، والسيوطي في " الدر المنثور " (2/ 17)، إلى ابن المنذر، وقال ابن حجر: " إسناده صحيح ".

وله شاهدين مرفوعين، عن أبي هريرة وأبي ذر.

فأما حديث أبي هريرة فد رواه ابن مردويه في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (1/ 457) – من طريق الحكم بن ظهير الفزاري الكوفي، عن السدي، عن أبي، عن أبي هريرة، مرفوعاً.

قال ابن كثير: " لا يصح ".

قلت: هذا الإسناد منكر جداً؛ الحكم بن ظهير قال البخاري: " متروك الحديث، تركوه "، وقال أبوحاتم: " متروك الحديث، لا يكتب حديثه "، وقال أبوزرعة: " واهي الحديث، متروك الحديث "، وقال ابن معين: " ليس بثقة " (تهذيب التهذيب 1/ 575).

وقد خالفه أسباط بن نصر فرواه عن السدي موقوفاً.

أخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (1/ 14).

وهذا أصح، ولكنه ضعيف أيضاً؛ فإن أسباط صدوق كثير الخطأ كما في " التقريب " (1/ 76).

وقد خالفهما إسرائيل فرواه عن السدي، عن أبي مالك في قوله – عز وجل –: {وسع كرسيه السموات والأرض}، قال: " إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل مالك منهم أربعة وجوه وجه إنسان، ووجه أسد، ووجه نسر، ووجه ثور، فهم قيام عليها، قد أحاطوا، وضوء والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش "، قال: " وهو واضع رجليه – تبارك وتعالى – على الكرسي ".

أخرجه عبدالله بن أحمد في " السنة " (1/ 303 / 589) حدثني أبي، نا رجل، ثنا إسرائيل، به.

وإسناده ضعيف؛ لجهالة شيخ أحمد فيه.

وأما حديث أبي ذر فرواه أبوالشيخ في " العظمة " (2/ 587 / 31) من طريق أصبغ بن الفرج، قال: سمعت عبدالرحمن بن زيد بن أسلم، يقول عن أبيه: إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " ما السموات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس "، قال ابن زيد: فقال أبوذر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم –: " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت بين ظهري فلاة من الأرض، والكرسي موضع القدمين ".

وهذا الإسناد رجاله ثقات سوى عبدالرحمن بن زيد بن أسلم قال ابن معين: " ليس حديثه بشيء "، وقال أبوحاتم: " ليس بقوي في الحديث، كان في نفسه صالحاً، وفي الحديث واهياً "، وقال أبوزرعة: " ضعيف "، وقال ابن الجوزي: " أجمعوا على ضعفه " (تهذيب التهذيب 3/ 363 – 364).

وأخرجه ابن جرير الطبري في " تفسيره " (1/ 16) من طريق ابن وهب، عن ابن زيد، به، ولكنه لم يذكر: " والكرسي موضع القدمين ".

وحديث أبي ذر بدون هذه اللفظة له طرق لا تزيده إلا وهناً، خلافاً لمن صححه من الأفاضل، بيناها في موضع آخر.

وللفائدة:

فعن العباس بن محمد الدوري، قال: سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام، وذكر الباب الذي يروى فيه: حديث الرؤية والكرسي موضع القدمين ..... فقال: " هذه أحاديث صحاح، حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض، وهى عندنا حق لا شك فيها، ولكن إذا قيل كيف وضع قدمه وكيف ضحك؟ قلنا: " لا يُفسر هذا، ولا سمعنا أحداً يفسره ".

أخرجه ابن منده في " التوحيد " (3/ 116 / 522)، الدارقطني في " الصفات " (57)، والخلال في " السنة " (311)، والآجري في " التصديق بالنظر " (11) أو " الشريعة " (2/ 10 / 622)، وأبوعبدالله الدقاق في " مجلس إملاء في رؤية الله " (7)، واللالكائي في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " (3/ 526 / 928).

وقال أبونعيم في " محجة الواثقين " – كما في " مجموعة الفتاوى " (5/ 60) –: " وليس كرسيه علمه كما قالت الجهمية ".

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي

ليلة الاثنين 28 / رجب / 1425

مصر - الإسكندرية

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 04, 05:07 م]ـ

أحسنت وأجدت حفظك الله


فائدة قال ابن بطة في الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ج:3 ص:337
حدثنا عمر بن أحمد بن شهاب قال ثنا أبو مسلم الكشي قال ثنا أبو عاصم النبيل عن سفيان عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس وسع كرسيه السموات والأرض قال موضع القدمين ولا يقدر قدر عرشه

وهو نفس الطريق الذي ذكرته في متابعة أبي مسلم الكجي

وقولك وفقك الله ((قال الألباني في " مختصر العلو " (ص 124): " إسناده موقوف صحيح ".

قلت: بل ضعيف؛ فإن رجاله ثقات رجال الشيخين، ولكن عمارة بن عمير لا يُعرف له رواية عن أبي موسى، وإنما يروي عن ابنه إبراهيم.))
فكلام جيد وهو مما ذكره السقاف في التناقضات (2/ 290).

وونتظر الرد الذي ذكرته وفقك الله.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير