تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[إسماعيل إبراهيم محمد]ــــــــ[07 - 02 - 10, 04:11 م]ـ

السلام عليكم

ضعف بعض الأشاعرة أثر "الكرسي موضع القدمين" كما يلي، بخلاف الحنابلة حيث ضعفوا أثر "الكرسي العلم".

فما رأي الإخوة بارك الله فيكم؟

تضعيف الأشاعرة لأثر الكرسي موضع القدمين:

المسألة الثامنة: ماجاء في القدمين

أخرج عثمان الدارمي بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدره إلا الله عز وجل). ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1))

وقد تهافت بعض المحدثين على هذا الخبر فخرجوه في كتب السنة، وخرَّجه الهروي تحت عنوان " باب وضع الله عز وجل قدمه على الكرسي " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2)) وأخرجه ابن مندة تحت عنوان " خبر آخر يدل على ما تقدم من ذكر القدمين " ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3))

وتصرف الرواة في ألفاظه فأخرجه عبد الله في السنة بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (إن الكرسي الذي وسع السموات والأرض لموضع قدميه وما يقدِّر قدْرَ العرش إلا الذي خلقه، وإن السموات في خلق الرحمن جل وعز مثل قبة في صحراء) ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)) وهو مخالف للمحفوظ عن ابن عباس رضي الله عنهما. بل رفعه بعضهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn5))

وزاد بعضهم بوصف الكرسي في ما أخرجه عبد الله بسنده عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: (الكرسي موضع القدمين وله أطيط كأطيط الرحل) ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn6))

استدلالهم بـ (وهو واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي):

وأخرجه عبد الله بسنده عن أبي مالك قال (إن الصخرة التي تحت الأرض السابعة ومنتهى الخلق على أرجائها أربعة من الملائكة، لكل ملك منهم أربعة وجوه وجه إنسان ووجه أسد ووجه نسر ووجه ثور فهم قيام عليها قد أحاطوا بالأرض والسموات ورؤوسهم تحت الكرسي، والكرسي تحت العرش. قال: وهو واضع رجليه تبارك وتعالى على الكرسي) ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn7))

وقد اضطربت مواقف القوم من هذه الأخبار باضطراب أسانيدها فبعد أن خرجها من خرجها في كتب السنة نجد الحافظ الذهبي يتردد في هذا الخبر ويقول في خبر عبد الصمد بن عبد الوارث: (ليس للأطيط مدخل في الصفات أبداً بل هو كإهتزاز العرش لموت سعد وكتفطر السماء يوم القيامة ونحو ذلك) ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn8)) وكأن الذهبي رحمه الله وقف على نكارة هذا المتن ولكن تردد في إنكاره بالكلية فذهب إلى ما ذهب إليه. وبقي سؤال كنا نحتاج الإجابة إليه أنه إذا كان هذا الخبر متعلقاً بالصفات وكان الشطر الثاني منه لا مدخل له في الصفات فهل نقبل هذا الخبر ونثبت به لله تعالى قدمين يضعهما على الكرسي كما ذهب إليه كثيرون غير من سبقوا ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn9))

أم هل نرضى بإحاطة هذا الخبر وتحصينه من التأويل والتفسير ونلتزم السكوت عنه كما حكاه الذهبي عن بعض المحدثين ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn10))

ثم كيف نفهم موقف محقق كتاب السنة وهو يحكم بتضعيف هذه الأحاديث التي وضغت تحت عنوان (سئل عن ما روي في الكرسي وجلوس الرب عز وجل عليه ورأيت أبي رحمه الله يصحح هذه الأحاديث أحاديث الرؤية ويذهب إليها وجمعها في كتاب وحدثنا بها) ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn11)) فما قيمة تضعيفه إذا كان الإمام أحمد قد صححها؟ ثم إذا ترتب على تصحيحها إثباتُ الصفات بها والإعتقادُ بمضمونها فبأي وجهٍ ترَك المحقق عقيدةً يحكيها عن إمام السلف؟ وهل يحق لغير المحقق أن ينكر خبراً في الصفات صححه الأمام أحمد؟ وما قيمة حكاية العقائد عن السلف إذا كان لا يوجب الإعتقادَ بما يعتقدون به؟

ومن أعجب ما في الكلام على هذا الخبر قول أحدهم شارحاً: (يبين ابن عباس رضي الله عنه بأن هذا الكرسي الذي وسع السموات والأرض هو موضع القدمين أي أن الله يضع قدميه عليه ويستوي على عرشه فإن السلف يقولون عن هذا الكرسي بأنه بين يدي العرش كالمرقاة إليه) ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn12)) فهل يقال بعد هذا إن القدمين صفة من صفاته لا على سبيل الجارحة والعضو؟ وهل يَقْبل مثل هذا الكلام ترقيعاً بالبلكفة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير