فالصواب ما قاله البيهقي، لكن ذلك بالنظر إلى رواية ابن عون هذه وقد أخرجها ابن جرير أيضا (18/ 3). وأما رواية ابن علية فالأرجح فيها الموصول. وإن اختلف عليه، فقد أخرجه ابن جرير: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا ابن علية قال: أخبرنا أيوب به مرسلا وكذلك اخرجه البيهقي من طريق سعيد بن منصور ثنا إسماعيل ابن إبراهيم به وقال البيهقي: (هذا هو المحفوظ: مرسل، وقد روي عن إسماعيل بن إبراهيم - هو ابن علية - موصولا).
ثم روى من طريق ابي عبد الله الحافظ وهو الحاكم وقد أخرجه هو في (المستدرك) (2/ 393) من طريق أبي شعيب الحراني أخبرني أبي أنبأ إسماعيل بن علية عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه، (أ ن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء، فنزلت (الذين هم في صلاتهم خاشعون) فطأطأ رأسه، وقال: (ورواه حماد بن زيد عن أيوب مرسلا وهذا هو المحفوظ). ووافقه الذهبي، فإنه لما قال الحاكم عقب الحديث: / وقد تبين لي أخيرا أن هذا القول هو الصواب، ذلك لأن أبا شعيب الحراني - وأسمه عبد الله بن الحسن ابن أحمد - وإن وثقه الدارقطني وغيره، فقد قال فيه ابن حبان: (يخطئ ويهم) كما في (لسان الميزان). قلت: فمثله لا يحتمل تفرده ومخالفته للجماعة الذين رووا عن أيوب مرسلا.
وفي الباب عن أبي قلابة الجرمي قال: حدثني عشرة من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن صلاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في قيامه وركوعه وسجوده بنحو من صلاة امير المومنين يعني عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، قال سليمان: فرمقت عمر في صلاته فكان بصره إلى موضع سجوده، وذكر باقي الحديث. أخرجه البيهقي وابن عساكر في تاريخه (7/ 302 / 2) من طريق صدفة بن عبد الله عن سليمان بن عبد الله الخولاني قال: سمعت أبا قلابة. . . وقال البيهقي: (وليس بالقوي). قلت: وعلته صدقة هذا وهو أبو معاوية السمين، قال الحافظ في (التقريب): (ضعيف).
وفي معناه حديث عائشة قالت: (دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكعبة، وما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها.
أخرجه الحاكم (1/ 479) وعنه البيهقي (5/ 158) وقال الحاكم: (صحيح على شرط الشيخين). ووافقه الذهبي وهو كما قالا) انتهى.
وما ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في حديث عائشة رضي الله عنه فيه نظر من ناحية المتن والسند
أما المتن
فقال الحاكم حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى بن زيد بن عبد الجبار ثنا مالك التنوخي بتنيس ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ثنا زهير بن محمد المكي عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله أن عائشة كانت تقول عجبا للمرء المسلم إذ دخل الكعبة حتى يرفع بصره قبل السقف يدع ذلك إجلالا لله وإعظاما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة ما خلف بصره موضع سجوده حتى خرج منها هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
فليس في هذا تخصيص بالصلاة
وأما السند
فيقول الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في تعليقه على المستدرك (1/ 656) تعليقا على قول الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
(لا، عمرو بن أبي سلمة روى عن زهير بن محمد بواطيل، قاله الإمام أحمد).
ـ[السمرقندية]ــــــــ[16 - 09 - 04, 03:44 م]ـ
وأما ورود حديث معين في خصوص الصلاة أمام الكعبة فلم أر من ذكر شيئا من ذلك من أهل العلم، والله أعلم.
بارك فيكم الباري وجعل علمكم نهر حسنات جاري
وبالنسبة للنظر إلى الكعبة في الصلاة فإن الحنابلة يجعلون النظر إليها في الصلاة فرضاً لمن عاينها وقال صاحب المنار لانعلم فيه خلافاً
لكني لم اقف على دليلهم ولا ادري كيف قال لا نعلم فيه خلافا
أرجو إفادتنا بهذا الجزء إن تيسر مشكورين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 09 - 04, 07:54 ص]ـ
بارك الله فيكم
المقصود بكلام الفقهاء في إصابة عين الكعبة لمن كان يراها التوجه إليها واسقبال عينها وليس المقصود النظر إليها
وأما من كان لايرى عين الكعبة فإنه يتجه لجهة الكعبة كما قال تعالى (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره)
وهذه عبارة ابن ضويان في منار السبيل (وإن أمكنه معاينة الكعبة ففرضه الصلاة إلى عينها لا نعلم فيه خلافا قاله في الشرح والبعيد إصابة الجهة) انتهى.
فقال هنا ففرضة الصلاة إلى عينها وليس النظر إليها أثناء الصلاة.
ـ[السمرقندية]ــــــــ[18 - 09 - 04, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله كل خير وجعله لكم خير ذخر
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - 07 - 07, 02:56 ص]ـ
بوركت.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[29 - 07 - 07, 03:05 ص]ـ
قول الله تعالى: (فولّ وجهك شطر المسجد الحرام)، قال القرطبي رحمه الله (2/ 154): في هذه الآية حجة واضحة لما ذهب إليه مالك ومن وافقه في أن المصلي حكمه أن ينظر أمامه لا إلى موضع سجوده.