ـ[الحارثي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 05:29 م]ـ
الإخوة الكرام كنت أعلم أن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ممن طعنوا في متن الحديث ومثله تلميذه النجيب شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمه الله، ولم يكن مقصودي من الكلام هو شيخ الإسلام ولا على ابن القيم ولا الأئمة العظام الذين ربما طعنوا في الحديث كابن المديني رحمه الله أو كالطبري أو غيرهما من العظام -وإن كان الرد يشمل ما قالوه- بل كان ردي موجهاً أساساً للمتطاولين من الأصاغر الذين تلقفوا كلام البخاري ودندنوا حول كلام شيخ الإسلام ليثبتوا أن الحديث من كلام كعب وليس من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم! مع أن بعضهم -وأنا أعرف ذلك عنه- من المبغضين لشيخ الإسلام الحاقدين على منهجه الحق الذي أظهره الله تعالى على يديه والذي هو عين منهج السلف الصالح. فإن كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله معذوراً مغفوراً له -إن شاء الله تعالى- لخطأ وقع فيه وهو مما يتعرض له كل إنسان، وكذلك غيره من الأكابر فما هو عذر الأصاغر الذين يدندنون حول قوله دون أن يعرفوا دليله؟!
أما قول أحد إخواننا إن الرد يجب أن يكون حول قول البخاري: "وهو أصح" فإن الرد نفسه يقال للبخاري مع الفارق وهو اننا نرد على البخاري رحمه الله بكل احترام وتقدير وتبجيل، ونشهد الله على حبنا له. فلو افترضنا أن البخاري رحمه الله هو قائل هذه الجملة فإننا نطالبه بالبرهان على صحة ما ذكره أولا من أن الرواية عن كعب وأنها صحيحة ثم إنه مطالب بأن يثبت بأن هذه الرواية المزعومة أصح وهيهات!
ومع ذلك فإنني في شك من كون هذه الكلمة "وهو أصح" للبخاري! مع تتابع الناس على القول بذلك، وأرى والله أعلم أنها من قول أولئك الـ (بعضهم)! الذين أشار إليهم البخاري، والذي يجعلني أشك في كونها للبخاري أن البخاري لم يذكر لها إسناداً ولو كان يقول بها لذكر لها إسناداً أو بين مخرجاً لهذا القول أو صرح باسم من ادعى ذلك. فإذ لم يفعل فإن لي الحق في أن أتساءل فلماذا ساقها وليس من عادة البخاري رحمه الله أن ينقل قولاً يقول به ثم يتركه هكذا دون إسناد أو دون برهان. ولذلك فإنني في شك من كون هذه الكلمة للبخاري وأسأل الله تعالى العفو والعافية. ولو كانت للبخاري فهي مردودة كما ذكرت لعد وجود دليل على صحة الرواية أصلاً فضلاً عن أن تكون أصح من رواية مسلم.
والحق أنني لم افهم ما قاله الأخ الكريم حول طعن ابن المديني في الحديث إذ ليس هذا القول من ابن المديني ولا أعلم أحداً نقله عنه ولو كان كذلك فلا بد من البرهان.
والذي أعلمه أن ابن المديني إنما شكك في سماع إسماعيل بن امية من أيوب بن خالد، ونص قول ابن المديني -كما في "الصفات" للبيهقي ص487: "وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى" اهـ. وواضح أن هذا رأي رآه ابن المديني رحمه الله، حيث قال: "وما أرى" ولم يجزم وهو مما تفرد به ولم يقل به احد غيره ولم يعول عليه أحد من الأئمة اللاحقين حتى من طعنوا في الحديث!
مع العلم بأن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت كما في "التقريب" وهو من رجال الصحيحين والسنن، وليس بمدلس، وقد ذكر البيهقي له متابعات مع ضعفها. ولذلك فالحق الذي لا غبار عليه أن الحديث متصل ولا شك.
وليس الحديث من اخطاء مسلم أو أوهامه كما ادعى البعض. بل هو صحيح كل الصحة ومن كان يطعن فيه فعليه أن يأتي بالبرهان على ما يقول من الحقائق التي هي حقائق بذاتها لا بقول احد من الناس مهما كان عظيماً في نظرنا فالحق أعظم! وهذا الذي كتبنا كلمتنا من اجله أما أن نظل على حالنا هذه إذا أردنا أن نثبت مسألة أو ننفيها أن نقول: قال الإمام فلان والمسألة تبقى اجتهادية! فلا أدري عندئذ متى سنخلص من الخلاف أولاً بأول! ولا أدري كيف ننشد الحق إن كان هذا ديدننا؟!
ـ[الحارثي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 06:12 م]ـ
تعليق آخر على قول من قال إن كثيراً من أهل العلم قد انتقدوا هذا الحديث!
فإنني أقول إن أقل الكثرة -كما يزعمون- هي العشرة! فأرجو أن تذكر لي عشرة من العلماء طعنوا في الحديث كل منهم بشبهة لها دليل أو استقلالاً!
والحق أنني جمعت اسماء العلماء الذين صرحوا بالطعن في الحديث استقلالاً أي اتوا بشبهة لم يسبقوا إليها ومن طعنوا في بعض رجاله فلم أجدهم يتجاوزون الأربعة! وهم:
¥