-ونبدأ بالرد على الفريق الأول الذي يزعم أن الحديث تضمن أن خلق السموات والأرض وما بينهما استغرق الأيام السبعة! فنقول لهم نحن وإياكم متفقون على أن هذا الخلق وقع في ستة أيام وبذلك فلا إشكال لدينا أو لديكم في وقوع الخلق في الأيام الستة الأولى من السبت إلى الخميس! فينحصر الإشكال في اليوم السابع وحسب زعمكم فإنه لا بد أن يكون قد تضمن خلقاً يدخل في خلق السموات والأرض! فهل ذكر الحديث شيئاً من ذلك؟!
إن الحديث لم يذكر خلقاً وقع يوم الجمعة سوى خلق آدم عليه السلام ومعلوم بالضروة أن آدم عليه السلام ليس من مراحل خلق السموات والأرض بل هو خلق خارج عنهما مستقل عنهما! وقد خلقه الله تعالى من تراب من هذه الأرض أي أنه خلق منها ومن البدهي ان يكون خلق بعدها وليس قبلها أو معها، وبذلك فلا يصح لعاقل ان يقول إن آدم هو أحد مراحل خلق السموات والأرض!!
وبهذا نرى أن الحديث لم يتضمن أن الخلق استغرق سبعة ايام! بل لم يتجاوز الأيام الستة. والحمد لله رب العالمين.
-أما الفريق الثاني الذي يزعم أنم الحديث يتضمن أن خلق الأرض وحدها كان في سبعة أيام فإن زعمهم يتضمن شبهتين:
أولهما: أن الحديث يتحدث عن مراحل خلق الأرض وحدها!
وثانيهما: أن الحديث يتضمن ان خلق اللأرض وحدها كان في سبعة أيام وليس في أربعة كما نص القرآن!
أما زعمهم أن الحديث يتحدث عن الأرض وحدها فإن صريح الحديث ينقضه! وإلا فهل النور يدخل في خلق الأرض مثلاً؟! وهل يعد مرحلة من مراحلها؟! وهل خلق الدواب هو مرحلة من مراحل خلق الأرض وهي خلق مستقل عنها بداهة؟! هذا بالإضافة إلى أن الحديث صرح بأن الله تعالى: "بث فيها الدواب يوم الخميس" فهي خلقت أولاً ثم بثت في الأرض. وهل يصح ان يعد آدم مرحلة من مراحل خلق الأرض وقد قدمنا البيان حوله؟! فكيف يقال إن الحديث لا يتحدث إلا عن الأرض وحدها وعن مراحل خلقها فقط؟!
أما الجواب على القسم الآخر من شبهتهم وهو زعمهم أن الحديث تضمن ان خلق الأرض وقع في سبعة أيام فإن ما سبق هو الجواب عليه فالحديث لم يتعد الأيام الأربعة في ذكر ما يتعلق بالأرض من مخلوقات وهي السبت والأحد والإثنين والثلاثاء أربعة ايام سواء! ولا إشكال عندنا او عندهم في تضمن هذه الأيام الأربعة مخلوقات تدخل ضمن خلق الأرض. وقد بينا أن الأيام الثلاثة التي تلي الأيام الأربعة وهي الأربعاء والخميس والجمعة لا تتضمن أي خلق يمكن ان يعد من مراحل خلق الأرض. وبهذا نرى أن الحديث لا يخالف القرآن البتة والحمد لله.
واحسب انني بهذا قد رددت على شبهات هؤلاء وإنني أطلب منهم ان يكفوا عن ذكر هذه الشبهات وأن يتذكروا بأنهم مسؤولون امام الله تعالى. والحمد لله رب العالمين.
خالد بن عبد الرحمن
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[14 - 09 - 04, 09:37 م]ـ
ومع ذلك فإننا لم نهوش بكثرة المصححين او بوجود المصححين عندما تحدثنا عن شبهة القائلين بأن أبا هريرة أخذ الحديث عن كعب بل قمنا بمناقشة الشبهة ذاتها ودراستها وبيان تهافتها!
أخي الحبيب لو تأذن لي أخي الكريم، فأنت لم تناقش الشبهة ولم تبين تهافتها.
و تضعيفك بأن قول البخاري (بعضهم) هو نقل عن مجاهيل ضعيف جدا لان من أحتج عليك أنما أحتج عليك بقول البخاري: (وهو أصح).
وهذه كلمة البخاري وهي واضحة صريحة في أنه يرجح ان قول هؤلاء أصح فهي أشارة من البخاري الى ان تعليل الحديث بوهم أيوب اصح لدلائل كثيرة.
وكلمة البخاري موجودة في كتابه ثابته نقلها عنه الاكابر وهي مثبتة في كتابة فلا وجه لتلميح بالشك في ثبوتها.
ولا ادري هل تدافع انت عن ابي هريرة رضى الله عنه فكلمة البخاري لا مطعن لها فيه من اي وجه بل فيها نسبة الوهم الى الرواي عنه، ولذا فقد عدها بعض اهل العلم حجة لمن دافع عن ابي هريرة.
أم تدافع عن الحديث فهذا له بحث آخر، فالحديث ليس من الاحاديث المتفق على صحتها، وهو محل بحث نقدي، وقد تكلم عليه أكابر الحفاظ من المتقدمين والمتأخرين.
وهناك الفاظ في مسلم واحاديث غير هذا انتقدت عليه.
لكن أخي الحبيب المقصد ان لا تحتج على المخالف بأن هذا نقل عن مجاهيل حتى لاتضعف حجتك أمام المبتدع. وقصدى والله النصح لك.
¥