أيضا لو تخففون من عبارتكم عن الائمة أمثال ابن المديني فهو امام أهل الحديث فلا يضعف حديثا بلا برهان وقد يقصر فهمنا احيانا عن فهم مقصودهم فليتهم المرء فهمه، وابن حجر ليس بالمتعجل رحمه الله.
فلا بد ان نخفف العبارة عند الكلام عن هؤلاء الاعلام ولا نستعجل في نقدهم لان مقامنا يقصر عن مقامهم بمراحل.
ـ[الحارثي]ــــــــ[14 - 09 - 04, 10:29 م]ـ
جزاك الله خيراً ولتعلم انني لا اقارن نفسي بالأئمة الأعلام وعندما قلت إن الحافظ قد تعجل فهذا حق ولا يطعن ذلك في إمامته وحفظه ولا يعني انني اعلم منه أو أحفظ ولكنه يعني انه تعجل في هذه المسألة التي اتحدث عنها وربما -وهنا أفترض- أكون مخطئاً ولكن ليس لأن الحافظ قال ما يخالف قولي ولا اقبل من طالب علم أن يقول لي ذلك بل لأنه لا برهان على ما قاله الحافظ فرائدنا هو البرهان لا سواه فهو الضابط وهو الفصل بين الصواب والخطأ وبين الحق والباطل! ولا بد أن يأتي من يقول بقول الحافظ بالبرهان على صحة قوله. ولك أن تطلع على "التهذيب" (1/ 351) وتقرأ ما قاله الحافظ الأزدي في أيوب ابن خالد وهو ما اعتمد عليه الحافظ ابن حجر لترى إن كنت على صواب ام لا. وسوف أقرب لك الطريق وأنقل قول الأزدي الذي نقله الحافظ بنصه فقد قال: "أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه" اهـ بنصه!
ويحق لي أن أسأل من هم أهل العلم بالحديث الذين تكلموا في أيوب؟!
ثم هل يستدل بعدم كتابة يحيى بن سعيد ونظرائه -حسب قول الأزدي-لحديثه على تضعيفه؟! إن هذا في نظري ليس طعناً صريحاً منهم في أيوب ولا يكون الطعن إلا بأن يتكلموا ويصرحوا بأن يقولوا: "لا يكتب حديثه" أو يقولوا: "يكتب حديثه" أو غير ذلك من العبارات التي تفهم الطعن أو الغمز.
ويحق لي أن أعجب من استدلال الأزدي بأن يحيى بن سعيد لم يكتب حديث أيوب على الطعن فيه! فماذا عن كتابة يحيى بن معين لحديثه؟! ولماذا قدمت عدم كتابة يحيى بن سعيد على كتابة يحيى بن معين؟!
ثم إن الأهم من ذلك كله أن الحافظ ابن حجر غفر الله له هو ممن يقولون بتضعيف الحافظ الأزدي! بل لقد صرح في كتبه بأن الأزدي لا يؤخذ بقوله في تضعيف الثقات من أجل ما فيه! ومما قاله في "هدي الساري": (386): "ولا عبرة بقول الأزدي لأنه ضعيف فكيف يعتمد في تضعيف الثقات؟! "اهـ.
وأنا اتساءل كيف يتابع ابن حجر الأزدي على تليينه ايوب بن خالد وحاله ما رأيت! وقد رأيت الحافظ يذكر أيوب بن خالد هذا في "تعجيل المنفعة" برقم (78) ولم يشر إلى هذا التليين من قريب او من بعيد! وهذا مما يرجح لي تعجله رحمه الله!
أما فيما يتعلق بكلمة أمير المؤمنين في الحديث: "وهو أصح" إن صحت عنه ويعلم الله أنني في شك منها حقاً وليس لمجرد الرد. فأقول لو كان البخاري رحمه الله هو قائل هذه الكلمة وليس أولئك الـ (بعضهم) الذين لا يدرى ما هم فإنني أطالب بالبرهان عليها بل ببرهانين! أولهما أن أبا هريرة قد روى الحديث حقاً عن كعب وليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! ولا يكفي ان يقول البخاري رحمه الله: قال بعضهم .. فإن كان البعض يقبل ذلك فهذا شأنه ولكن اذكره بأن العلم يقوم على البرهان وليس على اسم احد من العلماء!
أما البرهان الثاني وهو مبني على البرهان الأول فهو أن يثبت لي من يقول بذلك بان هذه الرواية التي تزعم ان الحديث رواه ابو هريرة عن كعب أصح من الرواية التي رواها مسلم بسنده على شرطه في صحيحه والتي تؤكد أن أبا هريرة أخذ الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! وباختصار أقول: على اي اساس قال البخاري رحمه الله بصحة هذا الزعم، ثم على اي أساس قال إنه أصح؟!
فها نحن لم نبن ردنا لقول البخاري رحمه الله على جهالة القائلين بهذه الشبهة فحسب بل بنيناه كذلك على جهالة الدليل إن كان ثمة دليل! مع أن أصل ردنا لكلمة البخاري مبني على جهالة هؤلاء لأنها مبنية عليها!
أما قول أخي الكريم إن البخاري يشير إلى تضعيف الحديث بوهم أيوب فإنني حتى الساعة لم افهم الرابط بينهما وبخاصة وان البخاري لم يذكر ذلك البتة ولم يشر إليه من قريب أو من بعيد وارجو الا أكون قد اخطات في الفهم فأرجو من أخي حفظه الله أن يبين لي مراده وهذا رجاء وجزاه الله خيراً. ثم ما الدليل على أن أيوب وهم؟
¥