تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وجزاك الله خيراً على مشاركتك.

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[15 - 09 - 04, 12:41 ص]ـ

أخي الحبيب الحارثي وفقه الله.

وجه كون البخاري يعزو الوهم الى أيوب هو انه ساق الحديث في ترجمة أيوب ثم ذكر ان أيوب رفع الحديث وذكر ان غيره جعله عن كعب ثم ذكر ان طريق من رواه عن ابي هريرة عن كعب اصح.

والبخاري طريقته في التاريخ الكبير في التعليل على طريقة الائمة الحفاظ المتقدمين في دقة العبارة وسرد الروايات المعللة، ومثله النسائي رحمه الله إذ انه يسوق الروايات سوقا ثم يفرد المعللة دون ان يشير اليها بحرف حتى، ولابي داود رحمه الله شيئ قريب من هذا في سننه.

وهذا كلام البخاري رحمه الله في ترجيح ان الوهم من أيوب من أوضح كلامه في التاريخ الكبير، لان طريقة البخاري كما تقدم في التعليل دقيقة جدا. بخلاف مسلم رحمه الله كما في كتابه التمييز (الجزء الموجود).

ودعنى اسوق لك ترجمة أيوب لتعرف كيف بين البخاري ان الوهم من أيوب قال البخاري رحمه في ترجمة ايوب:

(أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري عن أبيه عن جده أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إذا أكننت الخطيئة قم توضأ فأحسن وضوءك ثم صل ما كتب الله لك قاله لي يحيى بن سليمان عن بن وهب أخبرني حيوة عن الوليد بن أبي الوليد أن أيوب حدثه وروى إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد الأنصاري عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خلق الله التربة يوم السبت، وقال بعضهم عن أبي هريرة عن كعب وهو أصح.) اهـ

وهذا الخلط ليس ببعيد وقول البخاري فيه دقيق والدليل على ان البخارى يشير الى ان الوهم من أيوب هو ذكره هذا التعليل في ترجمة أيوب.

والخطأ في حديث ابي هريرة قد يقع من الرواة عنه فضلا عمن هم دونهم فقد ذكر الامام ابن كثير وقبله ابن عساكر ومنه ينقل (ابن كثير فيما يظهر) من طريق مسلم بن الحجاج ...... عن بسر بن سعيد قال: أتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله قد رأيتنا نجالس ابا هريرة فيحدث عن رسوالله ويحدثنا عن كعب ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسوالله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسوالله.

فالوهم قد يحصل، ولكن يظهره الجهابذة نقاد الحديث وصيارفته، والحديث لم يعله البخاري فقط بل اعله ابن المديني شيخه والبيهقي واشار الى تعليله ابن كثير في التفسير وشيخه ابن تيمية. فلايقال لمثل هذا الحديث الذي اعله كبار الحفاظ انه متفق على صحته وان اخرجه مسلم فان أهل العلم استثنوا من الصحيح احرف يسيرة وقع فيها الخلاف القوي في التصحيح.

فحتى ان ترجح لك صحة الحديث كما هو قول بعض أهل الحديث ومنهم الامام مسلم، فلا يعنى هذا انه صحيح في نفس الامر، فهذا ما يظهر لك وقد يظهر لغيرك خلاف قولك.

فمن الادلة التى قد يحتج بها على ان هذا من قول كعب الاحبار، أنه قد ثبت عن كعب الاحبار نص الحديث سواء بسواء من قوله، وابو هريرة يروى عنه أحيانا فلا يبعد ان التبس هاذين الحديثين على الرواى.

أما فيما يتعلق بقولكم: (إن هذا في نظري ليس طعناً صريحاً منهم في أيوب ولا يكون الطعن إلا بأن يتكلموا ويصرحوا بأن يقولوا: "لا يكتب حديثه" أو يقولوا: "يكتب حديثه" أو غير ذلك من العبارات التي تفهم الطعن أو الغمز).

أهل الحديث وحذاقه يجعلون كتابة البعض لحديث بعض الرواة دليل توثيق بل و رواية بعض من لايعرف عنه انه لايروى الا عن ثقة توثيق، كسعيد بن المسيب ومالك وغيرهم.

وكذلك امتناع بعض أهل الحديث عن الكتابة عن بعض الرواة دليل قدح في الرواي.

وهذا معلوم من طريقة الحفاظ رحمهم الله.

يتبع بأذن الله تعالى.

ـ[الحارثي]ــــــــ[15 - 09 - 04, 03:27 م]ـ

أخي الكريم جزاك الله خيراً على صبرك علي ولكنني لم أر فيما نقلت ما يدل على توهيم البخاري لأيوب، ولم أر فيه إشارة إلى كلام ابن المديني الذي شكك في سماع إسماعيل منه. ولا زلت أطالب بالدليل على أن الرواية عن كعب صحيحة ثم الدليل على رجحانها على رواية مسلم وأنها أصح. وإلا فكيف نطعن في حديث رواه مسلم في صحيحه من أجل شبهة لا ندري ما هو أصلها ولا من أين اتت؟! وكم أحزنني أنني ارى الآن إخواناً لي في الله يتبعون المنهج الحق -إن شاء الله- يطعنون في الحديث معتمدين على اجتهاد مغفور إن شاء الله تعالى دون أن يعلموا برهانه مع أننا بينا أنه لا برهان لمن طعن في الحديث -مع كل الاحترام والتقدير للأئمة الأعلام-.

وعلى كل حال فقد قلت ما عندي وأقول الآن إن الحديث صحيح على شرط مسلم وقد رواه. وكل من طعنوا فيه لا برهان لهم. ولسنا على استعداد لترك حديث رواه مسلم من أجل شبهات لا تقوم بنفسها.

وأرجو من إخواني في الله ألا يعينوا أهل البدع على أنفسهم بأن يدافعوا عن بقاء الخطأ والأقوال التي لا برهان لها أو عليها، وألا يحاولوا الإبقاء على الخطأ لأن أحد الأئمة المشهود لهم بالخير قد قاله او قال به فإن الخطأ لا يغض من مكانة اي إمام من الأئمة إلا عند الذي في قلبه مرض، وإنني أنصح كل طالب علم أن يجعل البرهان هو ضابط الأخذ والرد لديه، وليس قائل القول وإلا فإننا لن ننتهي من الخلاف لأنه ما من قول إلا وقد قال به احدهم! أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه والحمد لله رب العالمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير