ـ[الحارثي]ــــــــ[16 - 09 - 04, 07:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتميماً للنقاش -الذي أرجو الله تعالى ان يكون خالصاً لوجهه وأن يكون مرادنا هو إظهار الحق والذب عنه لا مجرد الكلام أو المراء- لي ملاحظات أكتفي منها بما يلي:
قرأت كلام أخي في الله المتمسك بالحق وكان مما قرأته قوله إن ممن عللوا الحديث البيهقي!
ولثقتي به وتقديماً لعلمه على ما لدي لم اشأ أن أتعجل في رد هذا القول مع أني كنت على مثل اليقين بأن البيهقي لم يعل الحديث وذلك لعدم اطلاعي من خلال بحثي في حديث التربة على تعليل للبيهقي له.
وقد رجعت إلى كتب البيهقي فوجدته روى الحديث في كتابين له هما: "السنن الكبرى" (9/ 3)، ولم يعلق عليه بكلمة هناك إلا بالإشارة إلى تخريج مسلم له في "صحيحه"، كما رواه في كتابه (الأسماء والصفات) (ص42 وص486 - 487)، ولم يعلق عليه في الموضع الأول. أما في الموضع الثاني فقد قال ما نصه: "وزعم بعض أهل العلم بالحديث أنه غير محفوظ لمخالفته ما عليه أهل التفسير وأهل التواريخ. وزعم بعضهم أن إسماعيل بن امية إنما أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أيوب بن خالد وإبراهيم غير محتج به"اهـ ثم ساق إسناده إلى ابن المديني الذي ساق إسناده إلى الحديث الذي رواه عن إبراهيم المذكور عن أيوب ثم قول ابن المديني: "وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى"اهـ.
ولي هنا سؤالان لأخي الكريم: أين هو طعن البيهقي في الحديث وتعليله له كما ذكرت حفظك الله؟! مع العلم بأن البيهقي ساق الحديث في ثلاثة مواضع في كتابيه في مقام الاستشهاد والاستدلال وليس للرواية فقط!
والسؤال الآخر أين هو توهيم ابن المديني أو غيره لأيوب بن خالد كما أشرت في كلمة سابقة إلى ذلك؟!
فالحديث لم يطعن فيه سوى الأربعة الذين ذكرتهم لك على افتراض صحة وقوع الطعن من البخاري في الحديث أما البيهقي فهو براء مما قلت إلا إن كنت اطلعت على قوله في كتاب آخر فأرجو أن تدلنا عليه ولك منا الشكر ومن الله تعالى الأجر إن شاء الله.
أما الملاحظة الأخرى: فهي قولك -حفظك الله- ما نصه: "فمن الادلة التى قد يحتج بها على ان هذا من قول كعب الاحبار، أنه قد ثبت عن كعب الاحبار نص الحديث سواء بسواء من قوله، وابو هريرة يروى عنه أحيانا فلا يبعد ان التبس هاذين الحديثين على الرواى" هذا كلامك بنصه -وضعته بطريقة (القص لصق) ولم أغير فيه شيئاً- وقد فهمت من هذا الكلام أنه قد روي عن كعب نص هذا الحديث فأين هو المصدر؟!
ويعلم الله أنني تتبعت اسم كعب تتبعاً حتى اجهدني ذلك في كتب الرواية وتتبعته كذلك في الأقراص المدمجة التي ظهرت تباعاً ثم على الشبكة الرقمية فلم ار كتاباً واحداً رواه عن كعب بهذا السياق أو بهذا اللفظ! بل إنني لم أجد رواية تتعلق بالموضوع من رواية كعب سوى رواية في تاريخ الطبري عنه (1/ 43 - 44) "حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال: بدأ الله خلق السموات والأرض يوم الأحد (!!) والإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وفرغ منها يوم الجمعة! قال: فجعل مكان كل يوم ألف سنة (!) "اهـ بنصه.
وكما ترى فإن هذه الرواية لا علاقة لها من قريب أو من بعيد برواية مسلم. وإن كان لديك مزيد علم فلا تبخل به علينا.
ثم لو افترضنا أن هذه الرواية جاءت عن كعب بهذه الصيغة وبهذا السياق بتمامه -وهيهات! - فلماذا رجحت صحتها عنه على صحتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
ثم لو افترضنا صحتها عن كعب -وهيهات هيهات!! - فما الذي يمنع أن تكون صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! ما الذي يمنع أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قالها وسمعها كعب عن أبي هريرة رضي الله عنه ثم حدث بها وكسل أن يرفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فجاء الجهال من المجهولين كـ (بعضهم) فسمعوا كعباً يحدث بها ولم يسمعوه قد رفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما قالوا؟!
بل إننا لو افترضنا صحة روايتها عن كعب فإننا سنجزم عندئذ أن كعباً -رحمه الله- إنما أخذ هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة ومن زعم غير ذلك عندئذ كان مخطئاً خاطئاً وذلك لما يلي:
¥