فإذا كان هذا حالنا، وعرفنا مقدار أنفسنا، وضحالة علمنا وقلة معرفتنا، فإنَّه يجب علينا أن نسلِّم لأئمة الحديث تعليلاتهم كما سلَّمنا لهم غيرها، كالكلام في الرِّجال ونحوه، وأن نعرِّف الصُحفي المعاصر القزم بقدره أمام أولائك الأئمة العمالقة الذين كانوا يحفظون حديث الرَّاوي عن شيوخه وحديث تلاميذه عنه.
فهل تظن أن تسويد هذه الصَّفحات بما كتبت سيجعل من عنده ذَرَّة عقل يصدَّقك ويكذِّب البخاري رحمه الله،فكلمة من البخاري تعدل ألفا من الوراقين الذين يدعون التحقيق، ومن أراد أن يرد علَّة قالها إمام من الأئمة فيجب عليه أن يأتي ببيان واضح لا لبس يه، أمَّا أن يريد أن يكون خصما له، ثم هو يجهل الرِّواية التي أعلَّ ذلك الإمام الحديث بها فهذه بليَّة وأيُّ بلية.
وأنت لا تريد أن تدخل في تكذيب صريح للبخاري رحمه الله لأنك ستفضح على رؤوس الملأ، وسيعرِّفك الجميع بقدرك، فبدأت بالتشكيك في صحَّة نسبة تلك القولة للبخاري، حتى يصفو لك الجو.
وإن كنت أخي الفاضل لم تقتنع بما قال البخاري رحمه الله فهذا راجع إليك، امَّا أن توهم البخاري وتطالبه بالدليل على كلامه فهذه هي الرَّزية والبليَّة، وإن لم يكن هذا تكذيبا له واتهاما بالجهل وقلة الدين فما هو تفسيرك لفعلك هذا، وإن كنت تعتقد أن من يتبع تعليلات الأئمة طعَّانا في الأحاديث وهادما للسُّنَّة فابك على نفسك، وإن كنت تقصد بردك هذا الدّفاع عن الصحيح _ صحيح مسلم _ من عبث بعض المتعالمين فأقول لك لقد أتيت البيت من غير بابه، فاذهب وابحث عن ما أعلوه بجهل ثم رد عليهم، أماَّا أن تبدأ مشوارك بإمام المحدِّثين فهذا هو العجب.
والله هو الهادي والموفق
فائدة
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 627)
(( ... فبالله عليك يا شيخ ارفق بنفسك والزم الإنصاف ولا تنظر الى هؤلاء الحفاظ النظر الشزر ولا ترمقنهم بعين النقص ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا حاشا وكلا فما في من سميت أحد ولله الحمد الا وهو بصير بالدين عالم بسبيل النجاة وليس في كبار محدثى زماننا أحد يبلغ رتبة أولئك في المعرفة فانى أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال ان اعوزك المقال من أحمد وما ابن المديني وأي شيء أبو زرعة وأبو داود هؤلاء محدثون ولا يدرون ما الفقه ما أصوله ولا يفقهون الرأي ولا علم لهم بالبيان والمعانى والدقائق ولا خبرة لهم بالبرهان والمنطق ولا يعرفون الله تعالى بالدليل ولا هم من فقهاء الملة فاسكت بحلم أو انطق بعلم فالعلم النافع هو النافع ما جاء عن أمثال هؤلاء ولكن نسبتك الى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا الى أئمة الحديث فلا نحن ولا أنت وانما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل ... ))
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[17 - 09 - 04, 05:08 ص]ـ
للدكتور سعد المرصفي رسالة في هذا الحديث
يرجح صحته
ـ[الحارثي]ــــــــ[17 - 09 - 04, 07:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رداً على الأخ المدعو خالد بن عمر:
ليتك لم تكتب ما كتبت! لأنك لم تكتب شيئاً علمياً ذا بال!
أما قولك:"فمن الحماقة أن نطالبه أن يأتينا بالرِّواية التي أعلَّ هذه الرِّواية بها، لأنا صُحفيين رأينا بعض الكتب المطبوعة في عصرنا أو قبله قليلا ورأينا قليلا من المخطوطات، وفاتنا مئات بل آلاف من المخطوطات التي لا نعرف أسماءها فضلا عن أن نكون رأينا، ها وبها كثير من الرِّوايات التي كان الأئمة يحفظونها عن ظهر قلب" فيذكرني كلامك هذا بطرفة حدثت معي حيث التقيت مرة بأحدهم وكان من المسعورين على السنة وكانت له أمور مضحكة في ردود له على أمير المؤمنين البخاري رحمه الله! وقد التقيت به وكان لقاؤنا اول مرة بترتيب من أحدهم وقد أخبرني بانني سألتقي بالمشار إليه وقد تحدثت عن السنة ووجوب تعظيمها ووجوب التزام فهم السلف ومنهجهم ثم تطرق الحديث إلى الصحيحين وبينت أن تعظيمهما واجب على كل مسلم فما كان منه إلا أن حاول استفزازي بأن أبدى إنكاره لعصمة البخاري ومسلم أولاً ثم دخل مباشرة إلى صحيح مسلم ليؤكد عدم عصمته وضرب أول مثل على ذلك، أتدري ما هو؟! إنه حديث التربةهذا! فطالبته بالدليل على ما يقول فكان أول ما ذكره كلمة البخاري هذه! -ووالله الذي لا إله غيره إنه ما كان يقيم وزناً للبخاري كله! فضلاً عن أن يقيم وزناً لكلامه! - إلا أنه وجد متنفساً في هذه الكلمة لأنها توافق هواه
¥