فقلت له إن البخاري رحمه الله مطالب بالدليل على ما يقول كغيره وقلت له إن البخاري لم يذكر إسناداً لهذه القصة ولا ذكر لنا كلمة لعالم معروف ولم يشر إلى مصدر لهذا الزعم! أتدري بماذا أجابني؟! -وانظر إلى اللف والدوران عند هؤلاء واتعظ وأعيذك بالله أن تكون مثل هؤلاء- والله لقد قال لي ما معناه: "عندما دخل التتار بغداد أغرقوا كتباً كثيرة لا تحصى حتى تلونت مياه دجلة فربما يكون من تلك الكتب أحد كتب البخاري التي لا نعرفها وكان قد ذكر فيه إسناداً لهذه الرواية أو تفصيلاً لا نعرفه وما يدريك؟! " فقلت نعم وربما -في المقابل- كان مما غرق في دجلة كتاب للبخاري فيه تراجع عن كلمته هذه وما يدريك! انتهت القصة وقد والله تذكرتها عندما قرأت كلامك وإني أعيذك بالله أن تكون كما كان هذا المشار إليه الذي كان يريد أن يبقى رأيه هو الصواب دون أن يعطي كلاماً علمياً سوى التشريق والتغريب!
ثم أذكرك بانني لم أرد كلام البخاري براي لي أو لمجرد أني اميل إلى هذا القول او ذاك! كما أنني لم أرده لقول احد من المتأخرين أو ممن هم دون البخاري بل رددته بقول علمي آخر شواهده واضحة أمامي وهو رواية مسلم للحديث في صحيحه وإقرار أئمة الجرح والتعديل له في صحة الحديث ومنهم أبو حاتم وأبو زرعة الذين عرض عليهما الصحيح فأقراه وما لم يقراه حذفه، كما استدللت بابن معين الذي روى الحديث ولم يعله بشيء ولا شك ان الذين اطلعوا على الحديث من الحفاظ الذين هم في طبقة البخاري ودرجته واقروا إخراج مسلم له في الصحيح أو عدم تعليلهم إياه بشيء هم أضعاف من طعنوا في الحديث! ومثلهم كذلك الحفاظ المتأخرون عن البخاري كالدارقطني إمام العلل بلا منازع! وأنا لا أستطيع أن أقبل قول البخاري رحمه الله الذي لا اعلم برهانه عليه وأرد به ذلك كله! وقد ذكرت سابقاً نقل شيخ الإسلام ابن تيمية تصحيح الحافظين ابن الأنباري وابن الجوزي له.
وكما أن البعض يرى من حقه أن يقبل كلام البخاري بغير دليل للرد على غيره من الحفاظ -مع ما في هذا من تعد للحدود وتجاوز للمنهج العلمي- فإنني ارى ان من حقي أن أرفض قول أمير المؤمنين في الحديث إذا خالف قول غيره من الحفاظ الثقات ما دمت لا أعلم برهانه!
وقد قدمت وأكرر إن خطأ البخاري لا يقلل من شأنه كما أن خطأ أي عالم من علماء المسلمين لا يقلل من شأنه إلا عند من في قلبه مرض! ونعوذ بالله من الزيغ والخذلان! والحمد لله رب العالمين.
كتبه: خالد بن عبد الرحمن
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:24 ص]ـ
وإن كنت أخي الفاضل لم تقتنع بما قال البخاري رحمه الله فهذا راجع إليك، امَّا أن توهم البخاري وتطالبه بالدليل على كلامه فهذه هي الرَّزية والبليَّة، وإن لم يكن هذا تكذيبا له واتهاما بالجهل وقلة الدين فما هو تفسيرك لفعلك هذا، وإن كنت تعتقد أن من يتبع تعليلات الأئمة طعَّانا في الأحاديث وهادما للسُّنَّة فابك على نفسك، وإن كنت تقصد بردك هذا الدّفاع عن الصحيح _ صحيح مسلم _ من عبث بعض المتعالمين فأقول لك لقد أتيت البيت من غير بابه، فاذهب وابحث عن ما أعلوه بجهل ثم رد عليهم، أماَّا أن تبدأ مشوارك بإمام المحدِّثين فهذا هو العجب.
والله هو الهادي والموفق
وأقول لك بالعبارة الصريحة من أجل أن لا يكثر الكلام حول هذا الموضوع
إذا اطلعت على ما اطلع عليه البخاري من روايات وطرق للأحاديث فمن حقك ان تقول إنَّه أخطأ أو ترد عليه، أمَّا وأنت صُحفي لم تر إلا قليلا من المطبوعات وبعض المخطوطات فإن من يأخذ كلامك ويرد كلام أمير المؤمنين في الحديث أحمق لا يفهم شيئا في علم الحديث
وليتك تتأكد من صحة قصة عرض مسلم لكتابه على أبي حاتم وأبي زرعة رحمهم الله جميعا
طويلب العلم
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
ـ[الحارثي]ــــــــ[18 - 09 - 04, 01:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقول لك يا هذا: إن من يأخذ بقولي أنا -خالد بن عبد الرحمن- الذي لم ينل بعد شرف أن يسمى طويلب علم ويقدمه على قول امير المؤمنين في الحديث البخاري -رحمة الله عليه ورضوانه- فإن من يفعل ذلك أحمق جاهل، بل هو أضل من ... !
ولكني اذكرك -والذكرى تنفع المؤمنين- وأرجو أن يكون آخر الكلام في هذا الموضوع الذي أراه طال أكثر من اللازم بغير فائدة! أذكرك بأنني لم أرد قول البخاري لقول لي أو راي لي توصلت إليه باجتهاد! بل رددته بقول وفعل أئمة الحفاظ الذين هم في طبقة البخاري ودرجته ومنهم ابن معين إمام الشأن ومنهم أبو زرعة الرازي وغيرهما من الحفاظ الذين اطلعوا على الصحيح يقيناً ولم يعلوه بشيء هذا بالإضافة إلى إخراج مسلم له في صحيحه الي هو أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى وبعد البخاري! هذا بالإضافة إلى عدم اطلاعنا على السبب الذي جعل البخاري يعله -إن ثبت عنه ذلك- حتى نستطيع رد ذلك كله!
أما وإننا لم نطلع على برهان البخاري فإننا لا نستطيع رد ما قدمنا من اجل كلام لا نعلم برهانه! فليفهم هذا، وأرجو أن يكون آخر ما يكتب في الموضوع لأن المراء لا يأتي بخير، وارجو أن لا يكتب احد تعليقاً على الموضوع إلا إن كان بكلام علمي شاف وليس بمجرد نقل الكلام أو تكثيره! والحمد لله رب العالمين.
تنبيه: ربما توهمت في نقل كلام مسلم حول عرضه لصحيحه على الحفاظ، وقد تكرمت بتنبيهي لذلك فجزاك الله خيراً وأقرب مرجع عندي الآن فيه ذكر ذلك هو: "سير اعلام النبلاء" للذهبي، وفيه أن مسلماً عرض كتابه على أبي زرعة فقط وليس فيه ذكر لأبي حاتم. قال الذهبي -رحمه الله- في "السير" (12/ 568) ما نصه: "وقال مكي بن عبدان: سمعت مسلما يقول: عرضت كتابي هذا المسند على أبي زرعة؛ فكل ما أشار علي في هذا الكتاب أن له علة وسببا تركته، وكل ما قال إنه صحيح ليس له علة؛ فهو الذي أخرجت"اهـ. وأعتذر عن هذا الوهم وجزاك الله خيراً على تنبيهي.
خالد بن عبد الرحمن
¥