تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الحارثي]ــــــــ[06 - 06 - 10, 03:32 م]ـ

كلمة ابن المديني فيها إشكالات منها: أن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت من رجال الشيخين، ثم هو بريء من وصمة التدليس! مما ينقض الرأي الذي رآه ابن المديني رحمه الله مع كل التقدير له

ولم يقل أحد من الأئمة الأعلام الذين عليهم المعول إن الحديث موضوع!

ولا زلت أقول: إن الحديث صحيح على شرط مسلم وليس فيه مطعن والحمد لله رب العالمين ..

ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[06 - 06 - 10, 09:17 م]ـ

كلمة ابن المديني فيها إشكالات منها: أن إسماعيل بن أمية ثقة ثبت من رجال الشيخين، ثم هو بريء من وصمة التدليس! مما ينقض الرأي الذي رآه ابن المديني رحمه الله مع كل التقدير له

ولم يقل أحد من الأئمة الأعلام الذين عليهم المعول إن الحديث موضوع!

ولا زلت أقول: إن الحديث صحيح على شرط مسلم وليس فيه مطعن والحمد لله رب العالمين .. بارك الله فيك ..

يقول ابن حجر في نكته (2/ 271): ((قد يَخفَى على الحافظ بعض العلل في الحديث، فيحكم عليه بالصحة بمقتضى ما ظهر له. ويطّلع عليها غيرُه، فيردّ بها الخبر)). اهـ

وقد خفي على الإمام مسلم ما في هذا الحديث مِن علل في السند والمتن. وفطن إلى علة المتن ابنُ المديني والبخاريّ، فطلبَ كلٌّ منهما علَّة إسنادية يردّ بها الخبر. أمّا ابن المديني، فنصَّ على أنّ هذا حديث إبراهيم بن أبي يحيى، وذهبَ إلى أنّ الذي أخذه عنه هو إسماعيل بن أمية. وأمّا البخاري، فجعل الحمل فيه على أيوب بن خالد، ومال إلى أنه وهم في رفعه، وقال في تاريخه إنّ هذا الحديث يُروى عن كعب.

وما نصّ عليه ابنُ المدينيّ هو الأحرى بالقبول، لأنّ المرويّ عن كعب وغيره مِن أصحاب الإسرائيليات خلاف هذا. فإشارةُ ابنِ المديني إلى أنّ هذا الحديث معروفٌ عن إبراهيم بن أبي يحيى فيه تحديدٌ صريحٌ لمكمن الخلل. فقد سأله محمد بن يحيى الذهلي عن هذا الحديث، فساق إسنادَ ابن جريج وإسنادَ إبراهيم بن أبي يحيى. ثم قال (الأسماء والصفات للبيهقي 2/ 256): ((وما أرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى)). اهـ

قلتُ: والذي أخذه عن ابن أبي يحيى ليس إسماعيل بن أمية وإنما ابن جريج فهو معروفٌ بالأخذ عنه. وقد فصَّلتُ هذا الأمر في موضوع "بيان علل حديث خلق التربة".

وأما قولك: ((إسماعيل بن أمية ثقة ثبت من رجال الشيخين، ثم هو بريء من وصمة التدليس)) فقد قاله قبلك المعلّمي والألباني - وهو مفهومٌ مِن صنيع الإمام مسلم - ولم ينتبهوا رحمهم الله إلى أنّ "إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد" لا يجيء! فلم يكُ أيوب مِن شيوخ إسماعيل! فهذا انقطاعٌ جليٌّ في السند، ويؤكّد أن ابن جريج إنما رَوَى عن إسماعيل بن أمية مِن كتاب ولم يسمع منه. فأسندَ حديث التربة عنه، وليس هو مِن حديث إسماعيل.

وأما قولك ((ولم يقل أحد من الأئمة الأعلام الذين عليهم المعول إن الحديث موضوع)). فغير صحيح:

1 - بل هو قول ابن المديني بنصِّه على أنّ هذا الحديث مأخوذٌ عن إبراهيم بن أبي يحيى، وإبراهيم كذّاب متروك وصفه الإمام أحمد بأنه يروي مناكير لا أصل لها، ووصمه ابن حبّان بالوضع.

2 - وهو قول ابن القيم أيضاً، فقد جعل هذا الحديث مِن الأحاديث الموضوعة وذلك في المنار المنيف (ص 43): ((وسئلتُ: هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده؟)). فذَكَرَ مِن بين الأمور التي يُعرف بها الحديث الموضوع (ص 80): ((مخالفة الحديث صريح القرآن))، ومَثَّلَ له بعدّة أحاديث منها حديث خلق التربة (ص84).

وأما قولك: ((إن الحديث صحيح على شرط مسلم)). فهو مِمَّا خالف فيه الإمام مسلم صنيعَه في كتابه: فإنه لم يحتجّ بما يرويه ابن جريج عن إسماعيل بن أميّة، وإنما أخرج له عنه في المتابعات لا الأصول. فإذا به يجعل هذا الحديثَ أصلاً في باب (ابتداء الخلق وخلق آدم عليه السلام) وهو الحديث الوحيد في الباب!

والله أعلى وأعلم

ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 09:59 م]ـ

الأخ أحمد الأفطش بارك الله فيكم و زادك علماً

لم أكن قد قرأت بعد موضوعك الماتع حين كتبت مشاركتى السابقة , و أشكرك على كل الأدلة القاطعة و البراهين الساطعة التى أوردتها هناك

فهكذا يكون البحث العلمي المتين و الرصين فى هذا المجال ميدان العلل و الحكم على الحديث

و ياليتك تدلنا على كل الوسائل و المصادر التى تمكن كل منا أن يصنع ما صنعت أو أن يكون على هذا القدر من الدراية و التوسع فى مجال أدلة العلل , و ذلك فى موضوع أو مقال منفصل تضعه هنا فى الملتقى و فى غيره

الأخ الحارثى

أنصحك بقراءة موضوع الأخ الأفطش: (بيان علل حديث التربة) جيداً و بتأنى

قد يكون الحق معك بشأن خطأ البخاري (أو من أخذ عنه) فيما ذهب إليه فى تعليله المذكور فأنا أيضاً بحثت و لم أجد رواية أبى هريرة عن كعب لهذا الحديث

و لكن التعليل الصائب للحديث ستجده فى الموضوع المذكور

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير