وَالقِصَّةُ ضَعِيْفَةُ السِّنْدِ، فِي سَنَدِهَا عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ عَنهُ الذَّهَبِيِّ فِي " مِيْزَانِ الاعْتِدَالِ " (3/ 108): " عَلْقَمَةُ بنُ يَزِيْدَ بنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ. لاَ يُعْرَفُ، وَأَتَى بِخَبَرٍ مُنْكَرٍ، فَلا يُحْتَجُّ بِهِ ".ا. هـ.
وَأَظُنُّ الحَافِظَ الذَّهَبِيَّ يَعْنِي هَذَا الخَبَرَ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
وَقَالَ الذَّهَبِيِّ فِي " التَّجْرِيدِ " (1/ 248) عِنْدَ تَرْجَمَةِ سُوَيْدِ بنِ الحَارِثِ: " لَهُ وِفَادَةٌ، إِسْنَادُهُ مَجْهُوْلٌ ".ا. هـ.
وَضَعَّفَ القِصَّةَ مُحَقِّقا زَادِ المَعَادِ (3/ 673).
تَنْبِيْهٌ:
ذَكَرْتُ فِي بدَايَةِ البَحْثِ أَنّ القِصَّةَ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَسِيَاقُهَا إِنَّمَا فِي الأَزْدِ، وَقَدْ بَوَّبَ لَهَا الإِمَامُ ابْنُ القيِّمِ فِي زَادِ المَعَادِ " فَقَالَ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ الأَزْدِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَالفَصْلُ الَّذِي قَبْلَهُ بَوَّبَ لَهُ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ غَامِدٍ ".
فَلاَ أَدْرِي هَلْ تَعَمَّدَ مَنْ عَنْوَنَ لِهَذِهِ القِصَّةِ وَضَعَ هَذَا العُنْوَان؟ لأَنَّهُ غَامِدِيُّ، وَيُرِيْدُ بِذَلِكَ الثَّنَاءَ عَلَى قَبِيْلَةِ غَامِدٍ كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".
قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ فِي " مَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ عِلْمِ الحَدِيْثِ " (ص 254): " َيُرِيْدُ مَا رُوِي: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى عَنَزَةَ " فَتَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى قَبِيلَتِهِمْ، وَإِنَّمَا العَنَزَةُ هَاهُنَا حَرْبَةٌ نُصِبْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَصَلَّى إِلَيْهَا ".ا. هـ.
المَحْبَرَةُ وَالكَاغَدُ لِتَحقِيْقِ قِصَّةِ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ ( http://alsaha.fares.net/[email protected]@.1dd6488c)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[18 - 09 - 04, 09:57 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم على ما تفضلت به من بيان لحال هذه الرواية المشهورة في كتب السير
وأما الإشكال الذي ذكرته في نهاية البحث بقولك (ذَكَرْتُ فِي بدَايَةِ البَحْثِ أَنّ القِصَّةَ عُنْوِنَ لَهَا: " قِصَّةُ وَصِيَّةِ الرَّسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِغَامِدٍ "، وَسِيَاقُهَا إِنَّمَا فِي الأَزْدِ، وَقَدْ بَوَّبَ لَهَا الإِمَامُ ابْنُ القيِّمِ فِي زَادِ المَعَادِ " فَقَالَ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ الأَزْدِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وَالفَصْلُ الَّذِي قَبْلَهُ بَوَّبَ لَهُ: " فَصْلٌ فِي قُدُوْمِ وَفدِ غَامِدٍ ".
فَلاَ أَدْرِي هَلْ تَعَمَّدَ مَنْ عَنْوَنَ لِهَذِهِ القِصَّةِ وَضَعَ هَذَا العُنْوَان؟ لأَنَّهُ غَامِدِيُّ، وَيُرِيْدُ بِذَلِكَ الثَّنَاءَ عَلَى قَبِيْلَةِ غَامِدٍ كَمَا صَحَّفَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى المَعْنَى دُوْنَ اللَّفْظِ عِنْدَمَا قَالَ: " نَحْنُ قَوْمٌ لَنَا شَرفٌ مِنْ عَنَزَةَ ".)
فيحتمل أنه يقصد بذلك أن غامد من الأزد كما هو معروف في كتب الأنساب
فغامد هو ابن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد.
وقد يجاب عن هذا بأن وفود الأزد متعددة فقد جاء كذلك في السير وفد الأزد من جرش ومن دبا
قال ابن سعد في الطبقات (1/ 337)
(وفد الأزد)
¥