وقال ابن رجب في ((لطائف المعارف)) (ص 143): ((وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختلف فيها؛ فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في ((صحيحه))، ومن أمثلها حديث عائشة قالت: ((فقدت النبي ( ... )) الحديث)).
حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أخرجه البزار (2/ 436 / رقم 2046 ـ ((كشف الأستار)))، والخطيب في ((تاريخه)) (14/ 285)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/ 560)؛ من طريق هشام بن عبدالرحمن، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رفعه: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان؛ يغفر الله لعباده؛ إلا لمشرك أو مشاحن)).
وإسناده ضعيف.
فيه هشام بن عبد الرحمن، مجهول، وقال البزار: ((لا يتابع هشام على هذا،ولم يرو عنه إلا عبدالله بن غالب ليس به بأس)).
وقال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 65): ((رواه البزار، وفيه هشام بن عبدالرحمن، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات)).
حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
أخرجه أحمد في ((المسند)) (2/ 176)، والحسن بن محمد الخلال في ((الأمالي)) (رقم 2) ـ ومن طريقه ابن الدبيثي في ((ليلة نصف من شعبان)) (رقم 2) ـ من طريق ابن لهيعة، حدثنا حيي بن عبدالله، عن أبي عبدالرحمن الحيلي، عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله (قال: ((يطلع الله ـ عز وجل ـ إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس)).
قال الهيثمي في ((المجمع)) (8/ 65): ((رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، وهو لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا)).
وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/ 283): ((رواه أحمد بإسناد لين)).
وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، وخصوصا أن رشدين بن سعد تابع ابن لهيعة؛ كما عند ابن حيويه في ((حديثه)) (3/ 10/1). فالحديث حسن؛ كما في ((السلسلة الصحيحة)) (رقم 1144).
حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
أخرجه ابن ماجه في ((السنن)) (رقم 1390)، وابن أبي عاصم في ((السنة)) (رقم 510)، والدارقطني في ((النزول)) (رقم 94)، والبيهقي في ((فضائل الأوقات)) (رقم 29)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة)) (رقم 763)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (2/ 561)، وابن الدبيثي في ((ليلة النصف من شعبان)) (رقم 7)، المزي في ((تهذيب الكمال)) (ق 425 ـ مخطوط مصور).
ووقع اختلاف فيه على ابن لهيعة.
رواه أبو الأسود النضر بن عبدالجبار المصري وسعيد بن كثير بن عفير عن ابن لهيعة، عن الزبير بن سليم، عن الضحاك بن عبدالرحمن بن عرزب، عن أبيه، عن أبي موسى، عن رسول الله (قال: ((إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)).
وخالفهما الوليد بن مسلم؛ فقال: عن ابن لهيعة عن الضحاك عن أيمن عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبي موسى، ولم يقل: عن أبيه، وجعل الضحاك بن أيمن بدل الزبير بن سليم. أخرجه ابن ماجه بالاختلاف.
قاله المزي في ((تهذيب الكمال)) وعنه ابن حجر في ((التهذيب)) (3/ 272). وهذا إسناده ضعيف جدا من أجل من ابن لهيعة، واختلاطه فيه، وتدليسه. وعبدالرحمن ـ وهو ابن عرزب، والد الضحاك ـ مجهول.
والزبير بن سليم مترجم في: ((الميزان)) (2/ 67)، وفيه: ((شيخ لا يعرف، ما روى عنه غير ابن لهيعة)).
حديث عوف بن مالك رضي الله عنه.
أخرجه أبو محمد الجوهري في ((المجلس السابع)) والبزار (2/ 436 /رقم 2048 ـ ((كشف الأستار))): حدثنا أحمد بن منصور، ثنا أبو صالح الحراني ـ يعني عبدالغفار بن داود ـ، ثنا عبدالله بن لهيعة، عن عبدالرحمن بن زياد بن أنعم، عن عبادة بن نسي، عن كثير بن مرة، عن عوف مالك قال: قال رسول الله (: ((يطلع الله تبارك وتعالى على خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لهم كلهم إلا لمشرك أو لمشاحن)).
وقال البزار: ((إسناده ضعيف)).
وعلته عبدالرحمن بن أنعم، قال الهيثمي في ((المجتمع)) (8/ 65): ((رواه البزار، وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم، وثقه أحمد بن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات)).
وخالف عبدالرحمن بن أنعم مكحول؛ فرواه عن كثير بن مرة مرسلاً؛ كما تقدم.
انتهى النقل
==============================================
¥