تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنباءُ الألبَّا بطرق حديث زُرْ غِبَّا

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 10 - 04, 09:11 ص]ـ

الحمد لله نسترفده العون والتوفيق، ونسأله الهداية إلى أقوم طريق.

فقد قال الإمام الجهبذ أبو حاتم بن حبان فى ((روضة العقلاء)) (ص116): ((وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أخبار كثيرة تصرح بنفي الإكثار من الزيارة، حيث يقول ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، إلا أنه لا يصح منها خبرٌ من جهه النقل، فتنكبنا عن ذكرها، وإخراجها في الكتاب، وإليها ذهب بعض الناس حتى ذكروها في أشعارهم. من ذلك ما أنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:

وقد قال النَّبيُّ وكان برَّا ... إذا زرت الحبيب فزره غَِّبا

وأقللْ زور من تهواه ... تزدد إلى من زرته مِقةً وحبا

وأنشدني محمد بن أبي علي:

إني رأيتُك لي مُحِبَا ... وإلىَّ حينَ أغيبُ صبَّا

فقعدتُ لا لملالةٍ حدثتْ ... ولا استحدثتَ ذنبا

إلا لقول نبيِّنا ... زوروا على الأيام غبَّا)) اهـ.

وأورده فى ((نظم المتناثر من الحديث المتواتر)) (ص 118) من حديث اثنى عشر صحابياً: أبو هريرة، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وحبيب بن مسلمة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو، وعلى بن أبى طالب، ومعاوية بن حيدة، وأبو الدرداء، وأبو ذر، وعائشة الصديقة، وعبد الله بن عمر بن الخطاب.

وقال الحافظ السخاوى فى ((المقاصد الحسنة)): ((وأورده أبو أحمد بن عدى فى أربعة عشر موضعاً من ((الكامل))، وأفرد أبو نعيم الأصبهانى طرقه، ثم شيخنا ـ يعنى ابن حجر ـ فى ((الإنارة بطرق غبِّ الزيارة))، وبمجموعها يتقوى الحديث، وإن قال أبو بكرٍ البزار: ليس فيه حديث صحيح، فهو لا ينافى ما قلناه)) اهـ.

وقال الحافظ الزكى المنذرى ((الترغيب والترهيب)) (3/ 248): ((وهذا الحديث قد روي عن جماعة من الصحابة، واعتنى غير واحدٍ من الحفاظ بجمع طرقه، والكلام عليه، ولم أقف له على طريق صحيحٍ كما قال البزار، بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره)) اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر ((فتح البارى)) (10/ 499): ((وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحد منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وقد جمعتها في جزء مفرد. وأقوى طرقه ما أخرجه الحاكم في ((تاريخ نيسابور))، والخطيب في ((تاريخ بغداد))، والحافظ أبو محمد بن السقاء في ((فوائده)) من طريق أبي عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. وأبو عقيل كوفي مشهور بكنيته، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وهو صدوق. وذكره ابن حبان في ((الثقات))، وقال ربما أخطأ وأغرب. قلت: واختلف عليه في رفعه ووقفه)) اهـ.

قلت: كذا قال الحافظ، وفيما قوَّاه من حديث عائشة نظر، وسيأتى بيان طرقه بأوسع مما ذكره بعد.

****** ****** ******

حديث أبى هريرة له طرق:

[الأولى] عطاء بن أبى رباح عنه

قال أبو داود الطيالسى (2535): حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءٍ يعنى ابْنَ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).

وأخرجه كذلك الحارث بن أبى أسامة (920)، وابن أبى الدنيا ((الأخوان)) (104)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (2/ 224)، وابن حبان ((المجروحين)) (1/ 383)، وابن عدى ((الكامل)) (4/ 107)، وأبو الشيخ ((الأمثال)) (15)، وأبو نعيم ((الحلية)) (3/ 322)، وأبو هلال العسكرى ((جمهرة الأمثال)) (1/ 505)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (631،630،629)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 326/8371،8363)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1235، 1238) من طرق عن طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به.

هكذا رواه عن طَلْحَةَ بْنِ عَمْروٍ: أبو داود الطيالسى، وأبو عاصمٍ النبيل، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وجرير بن حازم، وعلى بن مسهر، وعيسى بن يونس، وعمرو بن محمد العنقزى، ومعتمر بن سليمان التيمى، والنعمان بن عبد السلام الأصبهانى، والوليد بن مسلم الدمشقى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير