ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 10 - 04, 04:43 م]ـ
بقية طرق حديث أبى هريرة
[الثانية] الأعرج وأبى يونس عنه
قال ابن عدى ((الكامل)) (3/ 146): حدثني عصمة حدثني عيسى بن صالح المؤذن بمصر ثنا روح بن صلاح ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر، وعن الأعرج وأبي يونس عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وقال أبو أحمد: ((وهذان الحديثان بإسناديهما ليسا بمحفوظين، ولعل البلاء فيه من عيسى هذا، فإنه ليس بمعروف. ولروح بن صلاح سيابة المصرى أحاديث ليست بالكثيرة عن ابن لهيعة، والليث، وسعيد بن أبي أيوب، ويحيى بن أيوب، وحيوة وغيرهم، وفي بعض حديثه نكرة)).
قلت: هو كما قال، والحديث منكر بهذين الإسنادين. وليس البلاء من عيسى بن صالح كما زعم، إذ لم يتفرد، فقد تابعه عليه: أحمد بن يحيى بن خالد بن حيَّان عند الطبرانى ((الأوسط)) (87). وإنما آفته عبد الله بن لهيعة، فقد رواه بعد اختلاطه واحتراق كتبه، وروح بن صلاح من متأخرى أصحابه، وفيه ضعف وإن وُثق، وفى حديثه عن ابن لهيعة خاصة نكارة، كما قال ابن عدى.
[الثالثة] الحسن البصرى عنه
أخرجه العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (2/ 138)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 290) كلاهما من طريق سليمان بن كران الطفاوى ثنا مبارك بن فضالة عن الحسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، الحسن لا سماع له من أبى هريرة، وسليمان بن كران أبو داود الطفاوى، بصرى الغالب على حديثه الوهم؛ قاله أبو أحمد بن عدى. وذكر له ابن عدى حديثاً آخر منكراً، رواه سليمان قال ثنا عمر بن صهبان عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أطلبوا الخير عند حسان الوجوه)).
[إيضاح] سليمان بن كران، كذا براء مخففة والنون فى أكثر نسخ ((ضعفاء العقيلى)) و ((كامل ابن عدى))، وهو كذلك فى ((الجرح والتعديل)) لابن أبى حاتم. وضبطه بعضهم براء مثقلة وزاى ((كرَّاز))، وصوَّبه أبو الحسن بن القطان، والأمير ابن ماكولا.
[الرابعة] إسماعيل بن وردان عنه
قال ابن عدى ((الكامل)) (3/ 222): ثنا محمد بن الحسين بن علي الطبري ثنا يوسف بن أحمد بن إبراهيم الصنعاني أنا عبد الله بن مطاع ثنا عبد الملك الذماري عن زهير الخراساني عن إسماعيل بن وردان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: خرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بيت عائشة، فتبعته، ثم خرج من بيت أم سلمة، فتبعته، فالتفت إليَّ، ثم قال: ((يا أَبَا هُرَيْرَةَ؛ زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً)).
وأخرجه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (1237) من طريق ابن عدى.
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد. فأما إسماعيل بن وردان فى الرواة عن أبى هريرة، فلا أعلمه، إلا أن يكون أخا موسى بن وردان، وقد أكثر زهير بن محمد من الرواية عن موسى، فإن يكن أخاه فلا يُدرى حاله؟!. وأما زهير بن محمد أبو المنذر الخراسانى، فهو صدوق له أغاليط، ورواية أهل الشام عنه كلها مناكير تشبه الموضوعات.
قال البخارى: روى عنه أهل الشام أحاديث مناكير، قال أحمد: كأن الذي روى عنه أهل الشام زهير آخر. وقال الترمذي في ((العلل)): سألت البخاري عن حديث زهير؟، فقال: أنا أتقي هذا الشيخ كأن حديثه موضوع، وليس هذا عندي بزهير بن محمد، وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ: ويقول: هذا شيخ ينبغي أن يكونوا قلبوا اسمه. وقال الأثرم عن أحمد: في رواية الشاميين عن زهير يروون عنه مناكير، أما رواية أصحابنا عنه فمستقيمة: عبد الرحمن بن مهدي وأبي عامر، وأما أحاديث أبي حفص ذاك التنيسي عنه، فتلك بواطيل موضوعة أو نحو هذا. وقال أبو حاتم الرازى: محله الصدق، وفى حفظه سوء، وكان حديثه بالشام أنكر من حديثه بالعراق لسوء حفظه، وكان من أهل خراسان سكن المدينة، وقدم الشام، فما حدَّث من كتبه فهو صالح، وما حدَّث من حفظه ففيه أغاليط.
وأما عبد الملك بن عبد الرحمن الذمارى الصنعانى، فليس بذاك القوى.
[الخامسة] همام بن منبه عنه
قال الحافظ الذهبى فى ((الميزان)) (7/ 197): ((يحيى بن عبد الله بن كليب روى عنه سبطه محمد بن سليمان الصنعاني ولا يدرى من هما قال: حدثنا أحمد بن يوسف الحذاقي ثنا عبد الرزاق قال: أدركت همام بن منبه شيخا قانتا فسمعته يقول حدثني أَبو هُرَيْرَةَ أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((زُرْ غٍبَّاً تَزْدَدْ حُبَّاً))، ثم قال الحذاقي قال ابن أبي الدغيس سمع عبد الرزاق من همام وهو ابن ثمان وستين. قلت: هذا باطل، ولعله من وضع ابن كليب هذا!)).
وتأتى بقية أحاديث الباب.
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء الحادى عاشر من رمضان المبارك سنة 1425 هـ.
¥