قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ «الضُّعَفَاءُ» (2/ 138): «سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيْمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، يُحَدِّثُ بِمَنَاكِيْرَ وَلا يُتَابِعُ عَلَى كَثِيْرٍ مِنْ حَدِيثِهِ. مِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ هَاشِمٍ ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيْمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُمِّهِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ «بِحُورٍ عِينٍ»، قَالَ: «حُورٌ بِيضٌ ضِخَامُ الْعُيُونِ».
لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ، وَلا يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ».
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ: سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيْمَةَ شَامِيٌّ، عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مَنَاكِيْرُ، وَلَمْ أَرَ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامَاً، وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيمَنْ هُوَ أَمْثَلُ مِنْهُ بِكَثْيٍرْ، وَلَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي سُلَيْمَانَ هَذَا، لأَنَّهُمْ لَمْ يَخْبُرُوا حَدِيثَهُ.
وَأَمَّا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ أَبُو أَسْلَمَ الْحِمْصِيُّ فَلَيْسَ بِثِقَةٍ وَلا مَأْمُونٍ، وَلَعَلَّهُ الْمُتَّهَمُ بِهَذَا الإِسْنَادِ الْمُرَكِّبِ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (6/ 256): مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيُّ حِمْصِيٌّ يُكْنَى أَبَا أَسْلَمَ، يُحَدِّثُ عَنْ مَالِكٍ وَغَيْرهِ بِالْبَوَاطِيلِ.
وَأَسْنَدَ عَنْهُ جُمْلَةً مِنْ أَبَاطِيلِهِ وَمَوْضُوعَاتِهِ، لَعَلَّ أَبْيَنَهَا كَذِبَاً: مَا حَدَّثَ بِهِ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الله بِالصِّبْيَانِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ بِالتُّرَابِ، فَنَهَاهُمْ عُمْرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُمْ يَا عُمَرُ، فَإِنَّ التُّرَابَ رَبِيعُ الصِّبْيَانِ».
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرُ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قُلْتُ: بَلْ مَوْضُوعٌ، وَلا يَخْفَي ذَلِكَ عَلَى مَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَلَوْ يَسِيْرَةٌ بِكَلامِ مَنْ لا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى!، وَالْمُتَّهَمُ بِهِ الرُّعَيْنِيُّ هَذَا. وَقَدْ رُوِيَ كَذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ عُمْرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَوْلَهُ، وَلا يَصِحُّ، وَالأَشْبَهُ أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ الْحَسَنِ.
وقال الْحافظُ الذَّهَبِيُّ «مِيزَانُ الاعْتِدَالِ» (6/ 327): «وَمِنْ أَبَاطِيلِ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ مَا: حَدَّثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الصَّخْرَةُ صَخْرَةُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ عَلَى نَخْلَةٍ، وَالنَّخْلَةُ عَلَى نَهْرٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، تَحْتَ النَّخْلَةِ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ تَنْظِمَانِ سُمُوطَ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». رَوَاهُ أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاسِطِيُّ الْخَطِيبُ فِي «فَضَائِلِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ» بِإِسْنَادٍ مُظْلِمٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الرُّعَيْنِيِّ، وَهُوَ كَذِبٌ ظَاهِرٌ» اهـ.
ـ[محمد الجيزي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 09:12 م]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 05:51 ص]ـ
لله درك شيخنا وعليه أجرك.