تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بني هارون فجعله الله عز وجل حيث شاء , وإن كتبنا والذي درسنا في التوراة التي لم تغير ولم تبدل أن مولده بمكة وأن هجرته يثرب وصفته بعينها ما تخالف ما في كتابنا ولكأني أنظر إليكم ظاعنين تتناغى صبيانكم قد تركتم دوركم خلوفا وأموالكم إنما هي شرفكم فأطيعوني في خصلتين والثالثة لا خير فيها. قالوا: ما هما؟ قال: تسلمون وتدخلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأمنون على أموالكم وأولادكم، وتكونون من علية أصحابه، وتبقى بأيديكم أموالكم، ولا تخرجون من دياركم. قالوا: لا نفارق التوراة وعهد موسى. قال: فإنه مرسل إليكم اخرجوا من بلدي، فقولوا: نعم، فإنه لا يستحل لكم دما ولا مالا، فتبقى أموالكم، إن شئتم بعتم، وإن شئتم أمسكتم. قالوا: أما هذه فنعم. قال: أما والله إن الأخرى خيرهن لي. قالوا: ما هي؟ قال: أما والله لولا أني أفضحكم أسلمت، ولكن لا تعير الشعثاء بإسلامي أبدا حتى يصيبني ما أصابكم، والشعثاء ابنة حسان بن ثابت، يشبب من حسنها. وقال سلام بن مشكم: قد كنت لما صنعتم كارها، وهو مرسل إلينا أن اخرجوا من داري، فلا تعقب يا حيى كلامه، وأنعم له بالخروج فاخرج من بلاده، فقال: افعل. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة تبعه أصحابه فلقوا رجلا خارجا من المدينة فسألوه: هل لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم لقيته داخلا. فلما انتهى أصحابه إليه وجدوه وقد أرسل إلى محمد بن مسلمة يدعوه فقال أبو بكر: قمت يا رسول الله ولم نشعر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: همت اليهود بالغدر بي فأخبرني الله تعالى بذلك. وجاء محمد بن مسلمة وقال: اذهب إلى يهود بني النضير فقل لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم برسالة ولست أذكرها لكم حتى أعرفكم بشيء تعرفونه. قالوا: ما هو؟ قال: أنشدكم بالتوراة التي أنزل الله تعالى على موسى عليه السلام هل تعلمون أني جئتكم قبل أن يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينكم التوراة فقلتم في مجلسكم هذا: يا ابن مسلمة إن شئت أن نغديك غديناك وإن شئت نهودك هودناك فقلت: غدوني ولا تهودوني والله لا أتهود أبدا فغديتموني في صفحة لكأني أنظر إليها فقلتم لي: ما يمنعك من ديننا إلا أنه دين يهود لكأنك تريد الحنيفية التي سمعت بها أما إن أبا عامر الراهب ليس بصاحبها، إنما صاحبها الضحوك القتال في عينيه حمرة، ويأتي من قبل اليمن، ويركب البعير ويلبس الشملة، ويحتزئ بالكسرة، وسيفه على عاتقه، ليس معه آية، يتعلق بالحكمة، والله ليكونن بقريتكم هذه سلب ومثلة وقتل، قالوا: اللهم نعم قد قلنا ذلك ولكنه ليس به. قال محمد بن مسلمة: إذا قد عرفت أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسلني إليكم يقول لكم: قد نقضتم الذي جعلت لكم بما هممتم من الغدر بي. وأخبرهم بما كانوا ارتأوا من الرأي وظهور عمرو بن جحاش لطرح الصخرة فسكتوا فلم يقولوا حرفا. ويقول: اخرجوا من بلدي فقد أجلتكم عشرا فمن بقي بعد ذلك ضربت عنقه. وساق الحديث إلى أن قال: فقال حيي: أنا أرسل إلى محمد إنا لا نخرج من ديارنا وأموالنا فليصنع ما بدا له. وقال سلام بن مشكم: منتك نفسك يا حيي بالباطل إني والله لولا أن أسفه رأيك وأن يزرى بك لاعتزلتك بمن أطاعني من اليهود فلا تفعل يا حيي فوالله إنك لتعلم ونعلم معك إنه لرسول الله، وأن صفته عندنا، وإن لم نتبعه حسدناه حين خرجت النبوة من بني هارون، فتعال فلتقبل ما أعطانا من الأرض ونخرج من بلاده، فقد عرفت أنك خالفتني في الغدر به فإذا كان أوان القمر جئنا أو جاءه من جاء منا إلى ثمرة فباعها وسمع ما بدا له ثم انصرف إلينا فكأنما لم نخرج من بلادنا إذا كانت أموالنا بأيدينا. وساق الحديث إلى أن ذكر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع نخيلهم وقالوا: نحن نعطيك الذي سألت ونخرج من بلادك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أقبله اليوم ولكن اخرجوا منها ولكم ما حملت الإبل واللامة. فقال سلام بن مشكم: أقبل ويحك قبل أن يعمل شرا من هذا. قال حيي: ما يكون شرا من هذا؟ قال سلام: يسبي الذرية ويقتل المقاتلة. فأبى حيي أن يقبل يوما أو يومين فلما رأى ذلك يامين بن عمير وأبو سعد بن وهب قال أحدهما لصاحبه: والله إنا لنعلم إنه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير