[الثانية] حَبَّةُ بْنُ جُوَيْنٍ الْعُرَنِيُّ، أبو قدامة الكوفى، ليس بذاك القوىِّ، وكان مفرطاً في التشيع. قال العبَّاس بْنُ مُحَمَّدٍ سمعت يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يقول: قد رأى الشعبيُّ رشيد الهجري وحَبَّةَ الْعُرَنِيَّ والأصبغ بن نباتة، وليس يساوون كلُّهم شيئاً. وقال سليمان بن معبد قال يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: حَبَّةُ الْعُرَنِيُّ لَيْسِ بِثِقَةٍ. وقال الْبُخَارِيُّ: يذكر عنه مذهب سوء. وقال النَّسَائِىُّ: ليس بذاك القوىِّ.
وقال ابن حبان: كان غالياً في التَّشيع، واهياً في الحديث. وقال أحمد بن عبد الله العجلي: تابعي ثقة. وقال ابن عدى: قد أجمعوا على ضعفه، إلا أنه مع ذلك يكتب حديثه. وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (2/ 188): ((من غُلاة الشِّيعة، وهو الذي حدَّثَ أن عليَّاً كان معه بِصِفِّينَ ثمانون بدريَّاً، وهذا محال)).
[الطريق الثانية] الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَعْوَرُ عَنْه
أخرجه ابن حبان ((الثقات)) (9/ 171): حَدَّثَنِى الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَطَّانُ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ ثَنَا مَنْصُورُ بْنُ وَرْادَنَ ثَنَا يُوسُفُ بن أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ قَالَ: ((إنَّ للهِ دِيكَاً، رِجْلاهُ فِي الأَرْضِ السَّابِعَةِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَشْرِقِ، وَجَنَاحٌ لَهُ بِالْمَغْرِبِ، وَعُنُقُه مَثْنِيةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، يسبح الله ويحمده ويقدسه، فَإِذَا مَضَى مِنْ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَمْضِى، صَفَّقَ بِجَنَاحَيْهِ، فَقَالَ: قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمُلْكِ الْحَقُّ، لا إِلَه إِلا هُوَ، فَعِنْدَ ذَاكَ تَصِيحُ الدِّيُوكُ، وتُصَفِّقُ بِأَجْنِحَتِهَا)).
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرَّةٍ. آفته الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أبُو زُهَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ الكوفِيُّ الأَعْوَرُ، من غُلاة الشِّيعة ورُؤوسِهم.
قال الإمام الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَيُّوبَ قال: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ الْكَذِبُ. وقال الشَّعبِيُّ وأبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ وعَلِيُّ بن المدينيُّ: الحارث كذَّابٌ. وقال مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ بُنْدَارَ: أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي، فضربا على نحوٍ من أربعين حديثاً من حديث الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ. وقال النَّسَائِىُّ: ليس بالقوي. وقال عَلِيُّ بْنُ الْجُنَيْدِ الرَّازِيُّ: الْحَارِثُ عَنْ عَلِيٍّ أخذ الأحاديثَ من كتابٍ. وقال عَبْدُ اللهِ بن نُمَيْرٍ: لم يسمع أبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ عَنْ الْحَارِثِ إلا أربعة أحاديث، والبقية أخذها من كِتَابِهِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 02 - 05, 12:38 م]ـ
[الحديث الثامن] حَدِيثُ أُمِّ سَعْدٍ اِمْرَأةٍ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ
قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة ((العرش)) (68): حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ نَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ نَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرحْمَنِ الْمَكِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أُمِّ سَعْدٍ اِمْرَأةٍ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْعَرْشُ عَلَى مَلَكٍ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِي صُورَةِ دِيكٍ، رِجْلاهُ فِي التُّخُومِ السُّفْلَى، وَعُنُقُه مَثْنِيةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَجَنَاحَاهُ فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَإِذَا سَبَّحَ اللهَ ذَلِكَ الْمَلَكُ، لَمْ يَبْقَ شَيءٌ إِلا سَبَّحَ)).
قلت: وهذا منكر، وإسناده ضعيف جداً. آفته مُحَمَّدِ بْنِ زَاذَانَ الْمَدَنِيُّ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لا يُكْتَبُ حَدِيثُه، قاله البخاري. وقال أبو حاتم: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ لا يُكْتَبُ حَدِيثُه. وقال أبو أحمد بْنُ عَدِيٍّ: أحاديثه كلها مضطربة.
وليس له فى ((الكتب الستة)) إلا ثلاثة أحاديث، كلها منكرة لا تُذكرُ إلا للاعتبار والتحذير، وهاكَهَا:
¥