فقد أخرجه أبو القاسم الأصبهانى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 248/373)، وابن الشجرى ((أماليه الخميسية)) كلاهما من طريق عُمَرَ بْنِ هَارُونَ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مرفوعاً به.
وقال ابن ماجه (1782): حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمَرَّارُ بْنُ حَمُّويَةَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَامَ لَيْلَتَيِ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا للهِ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ)).
قلت: وهذا إسناد تالف. بقية بن الوليد الحمصى، أبو يحمد الكلاعى مدلِّس سئ التدليس، فهو يروى عن الكذابين ثم يسوِّى الإسناد فيسقطهم، ويرويه عن الثقات. ولا يُستبعد أن يكون أخذ الحديث عن عمر بن هارون الكذاب، ثم أسقطه وسوَّى إسناده، ودلَّسه عن ثور بن يزيد الثقة. ولهذا قال على بن مسهر: أحاديث بقية ليست نقية، فكن منها على تقية.
والحاصل أن الحديث موضوع، ركَّبه عمر بن هارون البلخى على أسانيد مضطربة، وألزقه بها، وإنما هو مما عملته يداه، وزيَّنه له شيطانه، فلا يحل روايته إلا على التعجب!.
[الحديث الرابع] حديث معاذ بن جبل
أخرجه نصر المقدسى ((جزء من الأمالي)) (2/ 186)، والديلمى ((مسند الفردوس)) (ق:148)، والأصبهانى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 348/374)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (934)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (43/ 93) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن وهب بن منبه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر))، وفى رواية الأصبهانى ((الليالى الخمس)) بزيادة ((وليلة النصف من شعبان)).
قلت: وهذا حديث موضوع، وإسناده واهٍ بمرَّة. والمتهم به عبد الرحيم بن زيد العمى، كذبه يحيى القطان. وقال البخارى وابن معين وأبو حاتم: تركوه. وقال أبو زرعة: واه. وقال النسائى: متروك ليس بثقة. وقال ابن حبان: يروي عن أبيه العجائب، مما لا يشك من الحديث صناعته أنها معمولة أو موضوعة.
[الحديث الخامس] حديث كردوس غير منسوب
أخرجه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (924) من طريق المفضل بن فضالة عن عيسى بن إبراهيم القرشي عن سلمة بن سليمان الجزري عن مروان بن سالم عن ابن كردوس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَحْيَا لَيْلَتي الْعِيدِ، وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ فِيهِ الْقُلُوبُ)).
وعزاه الحافظ ابن حجر فى ((الإصابة)) إلى الحسن بن سفيان، وعبدان المروزى، وابن شاهين، وعلى بن سعيد العسكرى جميعاً من طريق مروان بن سالم به.
قال أبو الفرج: ((هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه آفات. أما مروان بن سالم، فقال أحمد: ليس بثقة. وقال النسائي والدارقطني والازدي: متروك. وأما سلمة بن سليمان، فقال الأزدي: هو ضعيف. وأما عيسى، فقال يحيى: ليس بشيء)).
قلت: وهذا الحديث منكر، والمتهم به سالم بن مروان الجزرى، عامة ما يرويه مناكير لا يتابع عليها. وقال أبو حاتم الرازى: منكر الحديث جدا ضعيف الحديث ليس له حديث قائم. وقال أبو عروبة الحراني: يضع الحديث. وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم. وقال أبو أحمد بن عدي: عامة حديثه لا يتابعه الثقات عليه.
والله الموفق للصواب، والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:09 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:58 ص]ـ
شكر الله لك وجزاك خيراً
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:19 م]ـ
جزاك الله شيخنا المفضال على هذا الفقه الرائع فهذا مما يحتاجه الخطباء، وقد بعثت أستفسر عن حديثين بفضل يوم عرفه فهلا أجبتني بارك الله فيكم.