قلت: وقد خولفا على روايته عن بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، فرواه حماد بن زيد ويزيد بن زريع ((عَنْ بُدَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ قال: قيل لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟))، ولم يذكروا ((عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ)). وخالفهم جميعاً حماد بن سلمة عن خالد الحذاء فقال ((عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ قال: قلتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟))، رواه عنه هكذا كامل بن طلحة الجحدرى، وأكثر أصحاب حماد يقولون ((عن رجل)). وسيأتى بيانه إن شاء الله تعالى.
[إيقاظ وتنبيه] الصحيح من لفظ الحديث كما أوردناه ((وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ))، وليس كما يتردد على ألسنة العوام ((وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ)).
قال شيخ الإسلام بن تيمية فى ((الرد على البكرى)) (ص65): ((وأما ما يرويه كثير من الجهال والاتحادية وغيرهم من أنه قال: ((كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الْمَاءِ وَالطِّينِ))، ((وآدَمُ لا مَاءَ وَلا طِينَ))، فهذا مما لا أصل له، لا من نقلٍ، ولا من عقلٍ، فإنَّ أحداً من المحدِّثين لم يذكره، ومعناه باطلٌ، فإن آدم عليه السلام لم يكن بين الماء والطين قط، فإن الطين ماء وتراب، و إنما كان ((بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)). ثم هؤلاء الضلال يتوهمون أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان حينئذ موجوداً، و أن ذاته خلقت قبل الذوات، و يستشهدون على ذلك بأحاديث مفتراه؛ مثل حديث فيه ((أنه كان نورا حول العرش، فقال: يا جبريل؛ أنا كنت ذلك النور))، و يدعي أحدهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحفظ القرآن قبل أن يأتيه به جبريل.
والمقصود هنا: أن الله سبحانه وتعالى كتبه نبيَّاً بعد خلق آدم، وقبل نفخ الروح فيه)) اهـ.
وأعاده شيخ الإسلام فى ((مجموع الفتاوى)) (2/ 150:147)، وشنَّع على القائلين بأوليَّة خلق النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأطال فى بيان معنى كتابته صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبياً، وأنه كان نبياً فى التقدير الكتابى لا فى الوجود العينى، إذ المقطوع بصحته أن نبوته لم توجد حتى نبَّأه الله تعالى على رأس أربعين سنة من عمره، وأن الصحيح من معنى الحديث موافق للصحيح من حديث العرباض بن سارية، الذى أخرجه الإمام أحمد فى ((المسند)) (4/ 127) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِلالٍ السُّلَمِيِّ عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي عَبْدُ اللهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلام لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ)).
ـ[مسترشد]ــــــــ[18 - 11 - 04, 08:44 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبو محمد الألفي وزادك الله علما ..
لكن أخي الكريم ليتك توضح لي المسألة أكثر فهذه الرواية رواها ابن الجوزي في كتابه الوفا بفضائل المصطفى وهي من الأدلة التي يذكرها المجيزين للتوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد موته كشاهد لهم على جواز ذلك ويزعمون أن اسنادها قوي وأن الحافظ قال بذلك في الفتح.
ولهذا أرجو اخي الكريم التوضيح اكثر لأني لم أجد احدا تكلم عنها لا سندا ولا متنا على حسب بحثي البسيط حتى شيخ الإسلام ذكرها ولم يتكلم عن سندها ولا متنها بل جعلها مفسرة للأحاديث الصحيحة.
وإليك أخي الكريم الرواية من كتاب (الدر الثمين) وهو اختصار لكتاب "الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين" للغماري، اختصار وتقريب سعيد فودة (تنبيه من المشرف: هذا الرجل سعيد فودة مبتدع ضال وكلامه يدل على جهله بعلم الحديث)، مع تعليق مختصر الكتاب عليها.
قال: فقد روى ابن الجوزي في كتاب الوفا بفضائل المصطفى من طريق أبي الحسين ابن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن سنان العوفي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن مسير، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قال: قلت يا رسول الله متى كنتَ نبياً قال: لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى أسمى فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرَّهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه".
إسناد هذا الحديث قوي كما قال الحافظ في الفتح وغيره، وهو أقوى شاهد وقفت عليه لحديث عبد الرحمن بن زيد.
أرجو أخي الكريم أو اي أحد من الأخوة الكرام أعضاء المنتدى الاهتمام بالموضوع والإفادة!!!
أخوكم / مسترشد
¥