ـ[حارث همام]ــــــــ[22 - 11 - 04, 04:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب ..
وقد بدا للوهلة الأولى أن المحقق حقق مخطوطة ملفقة من مختصرات لكتاب ابن الجوزي لا على نسخة أحد الأعلام المحققين فضلاً عن أن تكون نسخة بخط مؤلفها ارتضاها.
ثم لما أعدت قراءة كلام شيخ الإسلام بدا لي أن سقطاً في الفتاوى محتملاً ربما كان في هذا الموضوع فقد قال رحمه الله: "وقد رواه أبو الحسين بن بشران من طريق الشيخ أبى الفرج بن الجوزى في (الوفا، بفضائل المصطفى) صلى الله عليه وسلم: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو" هكذا برقومه.
وظاهر هذا السياق أن ابن بشران ساق الحديث من طريق ابن الجوزي وهذا لايكون، ويبعد أن يهم شيخ الإسلام في دقيق النقول والأمور فضلاً عن جليها وجليلها.
فلعل تصحيفاً وتحريفاً اجتمعا هنا فأوقعا الإشكال وتحقيق المقال يفتقر إلى بحث لا أملك مفاتحه، وربما كان لأحد مشايخنا به قِبل، فليحرره مشكوراً مأجوراً.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 11 - 04, 04:57 م]ـ
وهذا كلام الغماري في مرشد الحائر
وقال أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو، حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد بن سنان العَوفي، ثنا إبراهيم بن طَهمان، عن بُدَيل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟ قال: "لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمّد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنّة التي أسكنها ءادم وحوّاء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وءادم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبر أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه" اهـ، إسناد جيد قوي.
فكلام الغماري نقله عن الإمام ابن تيمية رحمه الله كما هو محرفا!
وأما قوله إسناده جيد فليس بصحيح كما سبق بل هو شاذ منكر بهذا اللفظ من حديث ميسرة.
وفي سبل الهدى والرشاد للصالحي الشامي (تلميذ السيوطي) ج 1 ص 86:
. وروى ابن الجوزي بسند جيد لا بأس به، عن ميسرة رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال: " لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء. وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأوراق والأبواب والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك. فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ".
وقوله بسند جيد غير جيد كما سبق
فالحاصل أن هذا الحديث بهذا اللفظ المذكور عند ابن الجوزي من حديث ميسرة لايصح، فمتنه شاذ مخالف لكل من روى الحديث عن ميسرة، والاحتمال الذي ذكره الشيخ أبو تيمية حفظه الله من احتمال خطأ الناسخ وكونه انتقل بصره للذي بعده احتمال كبير جدا وقد يكون من ابن الجوزي أيضا
لأن ابن الجوزي رحمه الله ذكر كما في المطبوع من الوفا ص25
(عن ميسرة الفجر قال قلت يارسول الله متى كنت نبيا؟ قال (وآدم بين الروح والجسد)
عن ميسرة قال قلت يارسول الله متى كنت نبيا؟ قال (فذكر اللفظ الطويل السابق)
فابن الجوزي ذكر حديث ميسرة كما هو لفظه المعروف ثم قال عن ميسرة وذكر اللفظ الثاني المنكر.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 11 - 04, 02:46 م]ـ
حاشا لله ...
فالفضل منكم إلينا، بارك الله فيكم و نفعنا بعلومكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 11 - 04, 03:33 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأكملان على أكمل خلق الله. وبعد ..
بارك الله فيكم .. وأحسن مثوبتكم .. ونفع بكم
قول الشيخ الموفَّق أبى تيمية إبراهيم: ((برهان ذلك أن أبا الحسين علي بن محمد بن بشران قد رواه في الجزء الرابع من حديث محمد بن عمرو بن البختري الرزاز رقم 7 - مجموعة الرزاز بتحقيق أخينا نبيل جرار - قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح حدثنا محمد بن سنان العوقي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيا؟، قال: وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).
¥