تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: فهذا تأكيد لما ابتدأته من الجواب بقولى: ((الحديث الوارد فى السؤال غلط إسناداً ومتناً، ومُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثقة كبير لم يحدِّث بهذا، ولا حدَّث عنه الثقات من أصحابه به)).

وما ثنيت به من قولى: ((لكنى أرى قبل أن أطالع إسناد ابن الجوزى أنه ربما كان هكذا ((أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن سنان)) به، وأن محمد بن صالح مقحمة فى السند، وإنما لم أحقق سند ابن الجوزى لأننى لم أطالع كتابه، وصعب علىَّ الحصول عليه)).

فإذا انضاف ذلك إلى ما ذكرته من اتفاق الأثبات من أصحاب محمد بن سنان العوقى على سياقة متن حديثه هكذا: ((سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَتَى كُنْتَ نَبِيَّاً؟، قال: ((كُنْتُ نَبِيَّاً وآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ))، وفى رواية ((مَتَى كُتِبْتَ نَبِيَّاً؟)). فقد بان أن الرواية المسئول عنها قد تطرق إليها الخطأ أو التحريف إسناداً ومتناً بطريقٍ ما!!.

وسبيل البيان: إنه إذا كان معتمد الحافظ ابن الجوزى فى كتابه ((الوفا بفضائل المصطفى))، وكذلك الإمام الحافظ ابن تيمية فى ((مجموع الفتاوى))، ومدارهما على رواية أبى الحسين بن بشران، فحيث ثبت أنها موافقة لروايات الثقات الأثبات الآنف بيان مصادرها، فقد اتضح أن ثمة خطأ أو تحريف فى النقل عن هذه الرواية فى الكتابين المذكورين.

وأزيده تأكيداً، بأن أبا الحسين بن بشران قد توبع على روايته الموافقة للجماعة إسناداً ومتناً.

فقد قال الحافظ الذهبى فى ((سير الأعلام)) (7/ 384): أخبرنا أبو الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن المنادي أنبأنا العلامة موفق الدين عبدالله بن احمد المقدسي في رجب سنة عشرين وست مئة أنبأنا محمد بن عبد الباقي ح وقرأت على ست الأهل بنت علوان أنبأنا البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم أخبرتنا فخر النساء شهدة، قالا: أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي أنبأنا علي بن محمد المعدل أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن إسحاق ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ العوقِى ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَجْرِ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَتَى كُتِبْتَ نَبِيَّاً؟، قَالَ: ((وآدَمُ عَلَيْهِ السَّلام بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ)).

قلت: فهذا على بن محمد المعدل متابع لابن بشران على الإسناد والمتن جميعاً موافقاً لرواية الجماعة، والمعدل هو علي بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران بن عبد الله أبو الحسين الأموي المعدل، كان صدوقا ثقة ثبتا حسن الأخلاق تام المروءة ظاهر الديانة، قاله أبو بكر الخطيب البغدادى.

****** ****** ******

قول الشيخ الموفق عبد الرحمن الفقيه: ((وهذا كلام الغماري في مرشد الحائر:

وقال أبو الحسين بن بشران حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا محمد بن صالح ثنا محمد بن سنان العَوفي ثنا إبراهيم بن طَهمان عن بُدَيل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله متى كنت نبيًّا؟، قال: ((لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سموات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمّد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنّة التي أسكنها آدم وحوّاء، فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبر أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه)) اهـ، إسناد جيد قوي)).

قال الشيخ الفقيه: ((فكلام الغماري نقله عن الإمام ابن تيمية رحمه الله كما هو محرفاً!. وأما قوله: إسناده جيد فليس بصحيح، كما سبق، بل هو شاذ منكر بهذا اللفظ من حديث ميسرة)) اهـ.

قلت: هذا كلام محرَّر قوى، لا ينبغى العدول عنه. إذ كيف يكون إسناده جيداً، وفيه هذه الزيادة فى الإسناد: ((محمد بن صالح)) الراوى عن العوقى، من هو؟، وما حاله؟. لقد جهدت فى التعرف على المحمدين من الرواة عن العوقى، وأحصيتهم وسع طاقتى، فلم أقف عليه. ثم هو مخالف للثابت المتيقن من إسناد ابن بشران الآنف ذكره كما فى ((حديثه عن الرزاز)).

والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات، وبتوفيقه تنجلى المشكلات المدلهمات.

ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 11 - 04, 11:42 ص]ـ

شيخنا المكرم أبا محمد - حفظكم الله - لا زال كلامكم مسددا ...

بارك الله فيكم و نفع بعلمكم

....

و بخصوص المتابعة التي ذكرتموها، أقول:

علي بن محمد المعدل الوارد في إسناد الذهبي، هو عينه ابن بشران أبو الحسين صاحبنا، و رواية الذهبي هي من طريق الجزء الرابع من حديث الرزاز الذي أشرت إليه.

و قد رواه ابن بشران المعدِّل، و عنه: الحسين النعالي، و عنه: شهدة و أبو الفتح ابن البطي.

و قد فصل في الإسناد إلى الجزء المذكور، أخونا الشيخ نبيل جرار في مقدمة المجموع ص 67، فلينظر.

و الله الموفق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير