تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الوجه الأول] أنه مع تصريحه في الرواية الأخرى بالإنكار على من وطئهن في الدبر، وقوله ((أُفٍ أَوَ يَعْمَلُ هَذَا مُسْلِمٌ!) وموافقة ذلك للثابت المستفيض عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: ((لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ))، يمكن أن يُحمل قوله بالجواز على إتيانهن من طريق الدبر، فلا يكون الدبر محلاً للوطء، بل طريقاً إلى وطء القبل، كما ثبت ذلك فى حديث أم سلمة، وجابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباسٍ رضى الله عنهم.

فأما حديث أم سلمة، فقد أخرجه الإمام أحمد (6/ 305) قال: حدثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط قال: دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَائِلُكِ عَنْ أَمْرٍ، وَأَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْهُ، فَقَالَتْ: لا تَسْتَحْيِي يَا ابْنَ أَخِي، قَالَ: عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، قَالَتْ: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ أَنَّ الأَنْصَارَ كَانُوا لا يُجِبُّونَ النِّسَاءَ، وَكَانَتِ الْيَهُودُ تَقُولُ: إِنَّهُ مَنْ جَبَّى امْرَأَتَهُ كَانَ وَلَدُهُ أَحْوَلَ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ نَكَحُوا فِي نِسَاءِ الأَنْصَارِ، فَجَبُّوهُنَّ، فَأَبَتِ امْرَأَةٌ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا، فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا: لَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ حَتَّى آتِيَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَدَخَلَتْ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهَا، فَقَالَتِ: اجْلِسِي حَتَّى يَأْتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَحَتِ الأَنْصَارِيَّةُ أَنْ تَسْأَلَهُ، فَخَرَجَتْ، فَحَدَّثَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ادْعِي الأَنْصَارِيَّةَ، فَدُعِيَتْ فَتَلا عَلَيْهَا هَذِهِ الآيَةَ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) قال: صِمَامًا وَاحِدًا.

وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (3/ 517)، وأحمد (6/ 318،310)، والدارمى (1119)، والترمذى (2979)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (3/ 42)، والطبرى ((التفسير)) (2/ 397)، والبيهقى ((السنن الكبرى)) (7/ 195) من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن ابن سابط بنحوه، وفى رواية للبيهقى زيادة ((يأتيها مقبلةً ومدبرةً في سرٍّ واحدٍ، يعني في ثقبٍ واحدٍ)).

وقال أبو عيسى الترمذى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).

وأما حديث ابن عباس، فقد أخرجه الإمام أحمد (1/ 297) قال: حدثنا حسن بن موسى حدثنا يعقوب القمي عن جعفر يعنى ابن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْتُ، قَالَ: وَمَا الَّذِي أَهْلَكَكَ؟، قَالَ: حَوَّلْتُ رَحْلِيَ الْبَارِحَةَ، قَالَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ فَأَوْحَى اللهُ إِلَى رَسُولِهِ هَذِهِ الآيَةَ ((نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ))، أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ، وَاتَّقِ الدُّبُرَ وَالْحَيْضَةَ.

وأخرجه كذلك الترمذى (2980)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 3148977 و6/ 302/11040)، والطبرى ((التفسير)) (2/ 397)، وأبو يعلى (2736)، وابن حبان (4202)، والطبرانى ((الكبير)) (12/ 10/12317)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 198)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (10/ 100/96،95) من طرقٍ عن يعقوب القمى عن جعفر بن أبى المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير