[الاستذكار لرواة حديث ((الخوارج كلاب النار))]
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 12 - 04, 10:16 ص]ـ
الحمد لله المحمود بنعمته. المعبود بقدرته. المطاع بسلطانه. المرهوب من سطوته. وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إمام الهدى. والنبي المجتبى المهتدى. ابتعثه رحمةً حين امتلأت الأرضُ فتنةً وعُبد الشيطان في أكنافِها. واشتمل عدو الله إبليس على عقائد أهلِها. فأطفأ الله به نيرانها. وأخمد وهجها. وأقام به ميلها. وأصلح إعوجاجها. فعليه من الله أزكى صلاةٍ وأنماها. وبعد ..
فإننى أثناء درس أصول السنة من ((كتاب الشريعة)) لأبى بكر الآجرى: باب ذكر ثواب من قاتل الخوارج فقتلهم أو قتلوه، ذكرتُ ما أخرجه الإمام أحمد فى ((المسند)) (5/ 253) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا غَالِبٍ يَقُولُ: لَمَّا أُتِيَ بِرُءُوسِ الأزَارِقَةِ، فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ، جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِىُّ، فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: كِلابُ النَّارِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، هَؤُلاءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلاءِ، قَالَ: فَقُلْتُ: فَمَا شَأْنُكَ دَمَعَتْ عَيْنَاكَ؟، قَالَ: رَحْمَةً لَهُمْ، إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ، قَالَ: قُلْنَا: أَبِرَأْيِكَ قُلْتَ: هَؤُلاءِ كِلابُ النَّارِ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: إِنِّي لَجَرِيءٌ، بَلْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلا اثِنْتَيْنِ وَلا ثَلاثٍ، قَالَ: فَعَدَّ مِرَاراً.
وأخرجه الترمذى قال: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ثنَا وَكِيعٌ عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ وَحَمَّادُ ابْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي غَالِبٍ قَالَ: رَأَى أَبُو أُمَامَةَ رُءُوسًا مَنْصُوبَةً عَلَى دَرَجِ مَسْجِدِ دِمَشْقَ، فَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كِلابُ النَّارِ، شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، خَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ، ثُمَّ قَرَأَ ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)) إِلَى آخِرِ الآيَةِ، قُلْتُ لأَبِي أُمَامَةَ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قَالَ: لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ إِلا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثاً أَوْ أَرْبَعاً، حَتَّى عَدَّ سَبْعاً مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ.
قَالَ أَبُو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَأَبُو غَالِبٍ يُقَالُ اسْمُهُ حَزَوَّرٌ)).
قلت: هذا حديث حسن صحيح يُروى من غير وجهٍ عن أَبِى أُمَامَةَ الْبَاهِلِىِّ، يرويه عنه: أبو غَالِبٍ حَزَوَّرٌ، وشدادٌ أبو عَمَّارٍ، وصفوانُ بْنُ سُلِيمٍ. وهو عن أبى غَالِبٍ صاحب أبى أمامة أشهر وأشيع، يرويه عنه الجم الغفير من الرواة، ومنهم الرفعاء الأثبات الثقات: ابن عيينة، والحمادان، ومعمر، ولا أعلم أحداً استقصى ذكرهم كما فعل أبو القاسم الطبرانى، فقد أخرجه فى ((المعجم الكبير)) (8/ 274:266/ 8056:8033) عن اثنين وعشرين راوياً، وهاكهم مرتبين على حروف المعجم مع أرقام أحاديثهم:
(1) أشعث بن عبد الملك الحمراني [8040]
(2) جعفر بن سليمان الضبعي [8039]
(3) الحسين بن واقد الخراسانى [8041]
(4) حماد بن زيد بن درهم [8035]
(5) حماد بن سلمة بن دينار [8034]
(6) حميد بن مهران الخياط البصرى [8046، 8047]
(7) خالد بن دينار أبو خلدة [8043]
(8) خليد بن دعلج السدوسى [8056]
(9) داود بن السليك السعدي الحساني [8051، 8052]
(10) الربيع بن صبيح [8037]
(11) زكريا بن يحيى صاحب القصب [8048]
(12) سفيان بن عيينة [8036]
(13) سلم بن زرير العطاردى [8054]
(14) سلام بن مسكين [8038]
(15) عبد الله بن شوذب [8049]
(16) عمر بن أبي خليفة العبدي [8045]
(17) عمران بن مسلم المنقرى [8044]
(18) قريش بن حيان العجلي [8053]
(19) قطن بن عبد الله أبو مري الحداني [8042]
(20) قطن بن كعب أبو الهيثم القطيعي [8055]
(21) مبارك بن فضالة العدوى [8050]
(22) معمر بن راشد اليمانى [8033]
وليسوا بآخر الممكن لمن أراد استقصاءهم، إذ لم يرد أبو القاسم ذلك، ولا تصدَّى له، سيما وقد ذكر غيرَهم فى سائر كتبه، فمن الزوائد على ((المعجم الكبير)):
(23) أزهر بن صالح (لعله زمعة بن صالح). الآجرى ((الشريعة)) (57)
(24) صدقة بن هرمز الزمانى. ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (12/ 366)
(25) على بن مسعدة الباهلى. الدارقطنى كما فى ((أطراف الغرائب والأفراد))
(26) عمر بن هلال أبو هلا ل الباهلى. ابن عدى ((الكامل)) (5/ 223)
(27) قريب بن عبد الملك والد الأصمعي. الطبرانى ((الصغير)) (9085)، وأبو الشيخ ((تاريخ أصبهان)) (2/ 297)
(28) محمد بن زياد الجمحى. ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (12/ 366)
(29) أبو عبد الرحمن شيخ لبقية. الرافعى ((تاريخ قزوين)) (2/ 458)
وأكبر ظنى أن رواته عن أبى غالب حزوَّرٍ يبلغون ضعف هذا العدد.
ورغبةً فى تقصى رواته، فمن كان عنده مزيد علمٍ، فليشاركنا هاهنا، مع بيان مصدره.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
¥