مَنْ بَاتَ يَحْفَظُ نَفْسَهُ .. عَنْ سَبِّ قَوْمٍ لَمْ يُسَبّْ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 12 - 04, 03:15 م]ـ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. الناهى عن البغى والعدوان. والصلاة والسلام الأوفيان على محمد خير بنى الإنسان. وبعد ..
قال الإمام مسلم فى ((كتاب البر والصلة والآداب)) (4701): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَنْبَغِي لِصِدِّيقٍ أَنْ يَكُونَ لَعَّاناً)).
(4702): حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَلَمَّا أَنْ كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَامَ عَبْدُ الْمَلِكِ مِنْ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأَنَّهُ أَبْطَأَ عَلَيْهِ، فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَتْ لَهُ أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقَالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ، وَلا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
(4703): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَأَبِي حَازِمٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ، وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
قال الشاعر العمانى سعيد بن مسلم بن سالم المجيزي، المعروف بأبى الصوفى:
خَلِّ التَّجَهُّمَ والثَّلَبْ .. واخشَ المهالكَ والعَطَبْ
لا تَرْكَبِ العَشْوَاءَ جَهْلاً فَالوَبَالُ لْمَنْ رَكَبْ
وَاعْصِ الْهَوَى فَالنَّفْسُ تَأمُرُ بِالْفَوَاحِشِ والرِّيَبْ
وَاحْذَرْ مُطَاوَلَةَ الكبار ولا تُغَالِبْ مَنْ غَلَبْ
وَاِرْفُقْ فَدَيْتُكَ لا تُسَاوِي بِالأُنُوفِ مَعْ الذّنَبْ
فالْمَرْءُ يَدَّخِرُ الْجَمِيلَ وَخَيْرُ مَا كَنَزَ الأَدَبْ
شُغْلُ الفتى بعيوبه .. يَكْفيه عن عيبٍ كَثَب
مَنْ بَاتَ يَحْفَظُ نَفْسَهُ .. عَنْ سَبِّ قَوْمٍ لَمْ يُسَبّْ
جُرح اللسانِ ووَقْعُه .. أَمْضَى مِنْ السَّيْفِ العَضَبْ
لا غَرْوَ أنْ حَسَدَ الأَسَا فِلُ مَنْ تَعَالَى فِي الرُّتَبْ
إنَّ الْفَتَى بِالْفَضْلِ يُحْـ .. سَدُ لا بِإنْشَاءِ الْكَذِبْ
******* ******* *******
** أبو الصوفى: شاعر عُماني من شعراء القرن التاسع عشر. كان كاتباً للسلطان فيصل بن تركي، ونديمه وصاحب سره، ومحل ثقته. وله ديوان شعر فائق الروعة واللطافة، ويمتاز شعره بالسلاسة، والعذوبة، وسهولة المأخذ، وبراعة التصوير لوقائع الحياة، وأحوال الناس.
ـ[أبو عائشة]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:27 ص]ـ
لا يقع النحل إلا على أجمل الزهر لينتج أجمل الشهد.