تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صورة عيسى وأمه عليهما السلام في الكعبة ... صحة الأثر]

ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 09:17 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

الاخوة الكرام ...

كنت أقرأ هذا اليوم في كتاب تاريخ الإسلام للإمام الذهبي، رحمه الله، في مجلد السيرة النبوية، طبعة دار الكتاب العربي، الطبعة الرابعة،1421هـ 2001 م، ص 72 - 74: (أورد فيه أحاديث مرفوعة حول ابقاء النبي، صلى الله عليه وسلم، لصورة عيسى وأمه عليهما السلام، في الكعبة بعد أن محى سائر الصور والأصنام لكنه حكم عليها بالضعف ... وذكر أثرين عن عطاء بن أبي رباح و عمرو ابن دينار، رحمهما الله، فقال: (لكن قول عطاء وعمرو ثابت).

فهل صحت هذه الآثار؟

نسأل الله أن يوفقكم ويحفظكم

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 12 - 04, 09:46 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا نص كلام الحافظ الذهبي رحمه الله

(وفي الحديث عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن حويطب بن عبد العزّى وغيره: فلما كان يوم الفتح دخل رسول الله، صلى اله عليه وسلم، إلى البيت، فأمر بثوب فبلّ بماء وأمر بطمس تلك الصّور، ووضع كفّيه على صورة عيسى وأمّه وقال: امحوا الجميع إلاّ ما تحت يدي. رواه الأزرقي.

ابن جريج قال: سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح، وأنا أسمع: أدركت في البيت تمثال مريم وعيسى؟ قال: نعم أدركت تمثال مريم مزوّقاً في حجرها عيسى قاعد، وكان في البيت ستّة أعمدة سواري، وكان تمثال عيسى ومريم في العمود الذي يلي الباب، فقلت لعطاء: متى هلك؟ قال في الحريق زمن ابن الزّبير، قلت: أعلى عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعني كان؟ قال: لا أدري، وإنّي لأظنّه قد كان على عهده.

قال داود بن عبد الرحمن، عن ابن جريج: ثم عاودت عطاء بعد حين فقال: تمثال عيسى وأمّه في الوسطى من السّواري.

قال الأزرقيّ: ثنا داود العطّار، عن عمرو بن دينار قال: أدركت في الكعبة قبل أن تهدم تمثال عيسى وأمّه، قال داود: فأخبرني بعض الحجبة عن مسافع بن شيبة: أنّ النّبيّ، صلى الله عليه وسلم، قال: يا شيبة امح كلّ صورة إلاّ ما تحت يدي قال: فرفع يده عن عيسى ابن مريم وأمّه.

قال الأزرقيّ، عن سعيد بن سالم، حدّثني يزيد بن عياض بن جعدبة، عن ابن شهاب: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها صور الملائكة، فرأى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه شيخاً يستقسم بالأزلام، ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها فقال: امحوا ما فيها إلاّ صورة مريم.

ثم ساقه الأزرقي بإسناد آخر بنحوه، وهو مرسل، ولكنّ قول عطاء وعمرو ثابت، وهذا أمر لم نسمع به إلى اليوم) انتهى.

وقد جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل الكعبة حتى أُخرجت منها الآلهة المزعومة

فهذا يدل على عدم إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبقاء شيء منها

وأما وجود تمثال مريم وعيسى عليهما السلام فقد يكون ذلك مما وجد بعد ويمكن أنه كان مخفيا

قال الحافظ ابن حجر في الفتح

قال الإمام البخاري في صحيحه

حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال قاتلهم الله والله إن استقسما بالأزلام قط

قال الحافظ ابن حجر في الفتح

قوله الأزلام هي السهام التي كانوا يستقسمون بها الخير والشر

وعند بن أبي شيبة من حديث جابر نحو حديث بن مسعود وفيه فأمر بها فكبت لوجوهها

وفيه نحو حديث بن عباس وزاد قاتلهم الله ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام ثم دعا بزعفران فلطخ تلك التماثيل

وفي الحديث كراهية الصلاة في المكان الذي فيه صور لكونها مظنة الشرك وكان غالب كفر الأمم من جهة الصور

الحديث السادس

4037 قوله حدثني إسحاق هو بن منصور وعبد الصمد هو بن عبد الوارث بن سعيد قوله حدثني أبي سقط من رواية الأصيلي ولا بد منه

قوله أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت

وقع في حديث جابر عند بن سعد وأبي داود أن النبي أمر عمر بن الخطاب وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها حتى محيت الصور

وكان عمر هو الذي أخرجها والذي يظهر أنه محا ما كان من الصور مدهونا مثلا وأخرج ما كان مخروطا

وأما حديث أسامة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل الكعبة فرأى صورة إبراهيم فدعا بماء فجعل يمحوها وقد تقدم في الحج فهو محمول على أنه بقيت بقية خفي على من محاها أولا

وقد حكى ابن عائذ في المغازي عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أن صورة عيسى وأمه بقيتا حتى رآهما بعض من أسلم من نصارى غسان فقال إنكما لبلاد غربة فلما هدم بن الزبير البيت ذهبا فلم يبق لهما أثر

وقد أطنب عمر بن شبة في كتاب مكة في تخريج طريق هذا الحديث فذكر ما تقدم وقال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج سأل سليمان بن موسى عطاء أدركت في الكعبة تماثيل قال نعم أدركت تماثيل مريم في حجرها ابنها عيسى مزوقا وكان ذلك في العمود الأوسط الذي يلي الباب قال فمتى ذهب ذلك قال في الحريق

وفيه عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه بلغه أن النبي أمر بطمس الصور التي كانت في البيت وهذا سند صحيح

ومن طريق عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى بن عباس عن أسامه أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دخل الكعبة فأمرني فأتيته بماء في دلو فجعل يبل الثوب ويضرب به على الصور ويقول قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون) انتهى.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22456

فهذا يدل دلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر ببقاء اي شيء من التماثيل التي كانت في الكعبة، ويدل كذلك أن الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بطمس الصور طمسوا ما رأوه وخفي عليه بعضه كما في صورة إبراهيم مع الأزلام التي محاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فتمثال مريم وعيسى عليهما السلام يحتمل أنه خفي كذلك حتى ظهر فيما بعد ثم اختفى بعد الحريق في عهد ابن الزبير رضي الله عنه، والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير