تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال وسمعت يحيى يقول: ((مرسلات بن أبي خالد ليس بشئ،ومرسلات عمرو بن دينار أحب إلىّ))

قال وسمعت يحيى يقول: ((مرسلات معاوية بن قرة أحب إلىّ من مرسلات زيد بن أسلم)).

وذكر يحيى عن شعبة أنه كان يقول: ((عطاء عن علي إنما هي من كتاب، ومرسلات معاوية بن قرة نرى أنه عن شهر بن حوشب.

قال ابن أبي حاتم ونا أحمد بن سنان الواسطي قال: ((كان يحيى بن سعيد لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً، ويقول: هو بمنزلة الريح ويقول: هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشئ علقوه)).

وكلام يحيى بن سعيد في تفاوت مراتب المرسلات بعضها على بعض يدور على أربعة أسباب:

أحدها: ما سبق من أن من عرف روايته عن الضعفاء ضعف مرسله بخلاف غيره.

والثاني: أن من عرف له إسناد صحيح إلى من أرسل عنه فإرساله خير ممن لم يعرف له ذلك. وهذا معنى قوله: ((مجاهد عن علي ليس به بأس، قد أسند عن ابن أبي ليلى عن علي)).

والثالث: أن من قوي حفظه يحفظ كل ما يسمعه، ويثبت في قلبه، ويكون فيه ما لا يجوز الاعتماد عليه، بخلاف من لم يكن له قوة الحفظ، ولهذا كان سفيان إذا مر بأحد يتغنى بسد أذنيه، حتى لا يدخل إلى قلبه ما يسمعه منه فيقر فيه.

وقد أنكر مرة يحيى بن معين على علي بن عاصم حديثاً وقال: ((ليس هو من حديثك إنما ذوكرت به، فوقع في قلبك، فظننت أنك سمعته ولم تسمعه وليس هو من حديثك)).

وقال الحسين بن حريث سمعت وكيعاً يقول: ((لا ينظر رجل في كتاب لم يسمعه، لا يأمن أن يعلق قلبه منه)).

وقال الحسين بن الحسن المروزي سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: ((كنت عند أبي عوانة فحدث بحديث عن الأعمش، فقلت: ليس هذا من حديثك. قال: بلى. قلت: لا. قال: بلى. قلت: لا. قال: يا سلامة هات الدرج، فأخرجت فنظر فيه فإذا ليس الحديث فيه. فقال: صدقت يا أبا سعيد، فمن أين أتيت؟ قلت: ذوكرت به وأنت شاب، فظننت أنك سمعته)).

الرابع: أن الحافظ إذا روى عن قة لا يكاد يترك اسمه، بل يسميه، فإذا ترك اسم الراوي دل إبهامه على أنه غير مرضي، وقد كان يفعل ذلك الثوري وغيره كثيراً، يكنون عن الضعيف ولا يسمونه، بل يقولون: عن رجل)). وهذا معن قول القطان: ((لو كان فيه إسناد لصاح به)). يعني لو كان أخذه عن ثقة لسماه وأعلن باسمه.

وخرج البيهقي من طريق أبي قدامة السرخسي، قال سمعت يحيى ابن سعيد يقول: ((مرسل الزهري شر من مرسل غيره، لأنه حافظ، وكلما يقدر أن يسمي سمى، وإنما يترك من لا يستجيز أن يسميه)).

وقال يحيى بن معين: ((مراسيل الزهري ليست بشء)).

وقال الشافعي: ((إرسال الزهري عندنا ليس بش، وذلك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم)).

وقد روي أيضاً تضعيف مراسيل الزهري عن يحيى بن سعيد، وأن أحمد بن صالح المصري أنكر عليه ذلك، لكن من وجه لا يثبت.

وأما مراسيل الحسن البصري رضي الله عنه:

ففي كلام الترمذي ما يقتضي تضعيفها مع مراسيل الشعبي، فإنه ذكر أن الحسن ضعف معبداً ثم روى عنه، وأن الشعبي كذب جابراً الجعفي ثم روى عنه. فتضعف مراسيلهما حينئذ.

وما ذكره عن يحيى القطان أن مراسيل الحسن وجد لها أصلاً إلا حديثاً أو حديثين يدل على أن مراسيله جيده.

وقال ابن عدي سمعت الحسن بن عثمان يقول: سمعت أبا زرعة الرازي يقول: ((كل شئ قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجدت له أصلاً ثابتاً،ما خلا أربعة أحاديث)).

وخرج عبد الغني بن سعيد من طريق نصر بن مرزوق وسلمة ابن مكتل، قالا: سمعنا الخصيب بن ناصح يقول: ((كان الحسن إذا حدثه رجل واحد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بحديث ذكره، فإذا حدثه أربعة بحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ألقاهم، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).

سلمة بن مكتل مصري ذكره ابن يونس.

والخصيب بن ناصح مصري أيضاً متأخر، لم يدرك الحسن، إنما يروي عن خالد بن خداش ونحوه، ويروي عنه [أيضاً] عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الحكم.

وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي سمعت علي بن المديني يقول: ((مرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير