تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((الكشف المتدارك لمنحول الشعر المنسوب إلى ابن المبارك))]

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 12 - 04, 09:22 م]ـ

الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه.

فى مقال سابق بعنوان ((طعنُ القَنَا فى صدر مفترى: يَا عَابِدَ الْحَرَمِينِ لَوْ أَبْصَرتَْنا)) على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18379

كان المقصد: بيان كذب ما نُسب إلى الإمام عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ من هذه الأبيات التى أولها:

يَا عَابِدَ الْحَرَمِينِ لَوْ أَبْصَرتَْنا ... لَعَلِمْتََ أنَّكَ فِي الْعِبَادَةِ تَلْعَبُوانتهينا إلى هذا التساؤل: ما صحَّة أشعار ذاك الديوان المنسوب إلى الإمام العلم القدوة عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ؟.

فى هذا الديوان، ولا أدرى على وجه القطع، بل ولا يدرى جامعُه: من راويه عن الإمام؟!، تقع على شعرٍ كثيرٍ منحولٍ، هو أشبه شئٍ بكلام الصوفية والطرائقية والمولدين، ومن مارس ترجمة الإمام القدوة، وعلم ما له من منزلة سامقة بين أهل السنة والجماعة، يجزم بلا تردد أن أكثره كذب أرادوا شيوعه بين أهل السنة، بنسبته إلى إمامهم الْمُبَجِّلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارِكِ.

وهذه محاولة كالنبراس الكاشف لأباطيل هذا الديوان، كسابقتها فى المقال الآنف الذكر.

ذكر جامع الديوان من قافية الراء؛ شعراً ركيكاً باهتاً بعنوان ((الكَفَافُ) فقال:

قَالُ رَجُلٌ لِلفُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ اِحْتَاجُوا مَجْهُودِينَ هَذَا الْمَالَ!، فَاتْقِ اللهَ، وَخُذْ مِنْ هَؤلاءِ الْقُومِ، فَزَجَرَ ابْنُ الْمُبَارِكِ الرَّجُلَ، وَأَنْشَأَ يَقُولُ (من مجزوء الرَّمَلِ):

كُلْ مِن الْجَارُوشِ وَالرُّزْ .. زِ وَمِنْ خُبِْز الشَّعِيرِ

وَاجْعََلنْ ذَاكَ حَلالاً .. تَنْجُ مِنْ نَارِ السَّعِيرِ

وَالْتَمِسْ رِزْقَكَ مِنْ ذِي الْعَرْشِ وَالرَّبِّ الْقَدِيرِ

وَانْأَ مَا اسْتَطَعْتَ هَدَاكَ .. اللهُ عَنْ دَارِ الأَمِيرِ

لا تَزُرْهَا وَاجْتَنِبَهَا .. إنَّهَا شُرُ مَزُورِ

تُوهِنُ الدِّينَ وَتُدِنِيكَ مِنْ الْحَوْبِ الْكَِبيرِ

قَبْلَ أَنْ تَسْقُطَ يَا مَغْـ ... ـرورُ فِي حُفْرَةِِ بِيرِ

وَاِرْضَ يَا وَيْحَكَ مِنْ دُنْيَاكَ بِالْقُوتِ الْيَسِيرِ

إِنَّهَا دَارُ بَلاءٍ .. وَزَوَالٍ وَغُرُورِ

كَمْ لِعَمْرِي صَرَعَتْ قَبْـ .. ـلَكَ أَصْحَابَ الْقُصُورِ

وَذَوِيَ الْهَيْئَةِ فِي الْمَجْلِـ ... ـسِ وَالْجَمْعِ الكَثِيرِ

أُخْرِجُوا مِنْهَا فَمَا كَانَ لَدِيهم مِنْ نَكِيرِ

كَمْ بِبِطْنِ الأَرْضِ ثَاوٍ .. مِنْ شَرِيفٍ وَوَزِيرِ

وَصَغِيرِ الشَّأَنِ عَبْدٍ .. خَامِلِ الذِّكْرِ حَقِيرِ

قَدْ تَصَفَّحْتُ قُبُورَ الْقَوْمِ فِي يَوْمِ الْعَثِيرِ

لَمْ نُمَيِّزْهُمْ وَلَمْ نَعْـ .. ـرِفْ غَنِيَّاً مِنْ فَقِيرِ

خَمَدُوا فَالْقَوْمُ صَرْعَى .. تَحْتَ أَسْقَافِ الصُّخُورِ

وَاِسْتَوَوْا عَنْدَ مَلِيكٍ .. بِمَسَاوِيهِمْ خَبِيرِ

حَكَمٌ عَدْلٌ وَلا يَظْـ .. ـلِمُ مِقْدَارَ النَّقِيرِ

اِحْذَرْ الصَّرْعَةَ يَا مِسْـ .. ـكِينُ مِنْ دَهْرٍ عَثُورِ

أَيْنَ فِرْعَونُ وَهَامَانُ ... وَنَمْرُودُ النُّسُورِ

أَوَمَا تَحْذَرُ مِنْ يَوْمٍ عَبُوسٍ قَمْطَرِيرِ

اِقْمَطَرَّ الشَّرُ فِيهِ بِعَذَابِ الزَّمْهَرِيرِوالسؤال: هل يمكن معرفة واضع هذا الشعر، ولماذا نسبه إلى إمام السنة عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارِكِ؟.

نقول: أخرج أبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فى ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) (1/ 364) قال: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الرَّزَّازُ نَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ إِمْلاءً مِنْ حِفْظِهِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْكُدَيْمِيُّ نَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْمَرُوزِيُّ قَالَ: كُنْتُ عَنْدَ فُضِيلِ بْنِ عِيَاضٍ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارِكِ، فقال رجل: إِنَّ أَهْلَكَ وَعِيَالَكَ قَدْ أَصْبَحُوا مَجْهُودِينَ مُحْتَاجِينَ إِلَى هَذَا الْمَالَ، فَاتْقِ اللهَ، وَخُذْ مِنْ هَؤلاءِ الْقُومِ ـ يعنى الْخُلَفَاءَ ـ، فَزَجَرَهُ ابْنُ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير