تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال ابن عبد البر: روى عباد بن منصور سمعت الحسن قال: ((ما حدثني به رجلان قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).

وروى محمد بن موسى الحرشي عن ثمامة بن عبيدة ثنا عطية بن محارب عن يونس قال: سألت الحسن، قلت: ((يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم تدركه؟)). قال: ((كل شئ سمعتني أقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهو عن علي بن أبي طالب، غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر علياً)). وكان في عمل الحجاج.

وهذا إسناد ضعيف، ولم يثبت للحسن سماع من علي.

وذكر البخاري في تاريخه قال: قال الهيثم بن عبيد الصيد حدثني أبي قال قال رجل للحسن: ((إنك لتحدثنا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلو كنت تسند لنا!)). قال: ((والله ما كذبناك ولا كذبنا، لقد غزوت إلى خراسان غزوة معنا فيها ثلاثمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم)).

وهذا يدل على أن مراسيل الحسن أو أكثرها عن الصحابة. وضعّف آخرون مراسيل الحسن.

روى حماد عن ابن عون عن ابن سيرين قال: ((كان ههنا ثلاثة يصدقون كل من حدثهم: وذكر الحسن، وأبا العالية، ورجلاً آخر)).

وروى جرير عن رجل عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال: ((لا تحدثني عن الحسن، ولا عن أبي العالية، فإنهما لا يباليان عمن أخذا الحديث)).

وروى داود بن أبي هند عن الشعبي قال: ((لو لقيت هذا – يعني الحسن – لنهيته عن قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، صحبت ابن عمر ستة أشهر، فما سمعته قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلا في حديث واحد)).

وروى شعبة عن عبد الله بن صبيح عن محمد بن سيرين قال: ((ثلاثة كانوا يصدقون من حدثهم: أنس، وأبو العالية، والحسن البصري)).

قال الخطيب: ((أراد أنس بن سيرين)). وفيه نظر.

وقال الإمام أحمد ثنا أبو أسامة عن وهيب بن خالد عن خالد الخذاء قال سمعت محمد بن سيرين يقول: كان أربعة يصدقون من حدثهم: أبو العالية، والحسن، وحميد بن هلال، ورجل آخر سماه)).

وقد كان ابن سيرين يقول: ((سلوا الحسن ممن سمع حديث العقيقة، وسلوا الحسن ممن سمع حديث: ((عمار تقتله الفئة الباغية)).

وقال أحمد في رواية الفضل بن زياد: ((مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات، ومرسلات إبراهيم لا بأس بها، وليس في المرسلات أضعف من مراسيل الحسن وعطاء بن أبي رباح، فإنهما يخذان عن كل)).

وقال أحمد في رواية الميموني وحنبل عنه: ((مرسلات سعيد ابن المسيب صحاح لا نرى أصح من مرسلاته. زاد الميموني: وأما الحسن وعطاء فليس هي بذاك. هي أضعف المراسيل كلها. فإنهما كانا يأخذان عن كل)).

وقال ابن سعد: ((قالوا: ما أرسل الحسن ولم يسند فليس بحجة)).

وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله: ((ابن جريج كان لا يبالي من أين يأخذ، وبعض أحاديثه التي يرسلها يقول: ((أُخبرت عن فلان)) موضوعة)).

وممن تكلم من السلف في المراسيل ابن سيرين، وقد تقدم قوله: ((كانوا لا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة)).

وقوله لما حدث عن أبي قلابة: ((أبو قلابة رجل صالح، ولكن عمن أخذه أبو قلابة)).

وكذلك تقدم قول ابن المبارك لما روي له حديث عن الحجاج بن دينار عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مفوز تنقطع فيها أعناق الإبل)).

وقد سبق كلام شعبة ويحيى القطان.

وذلك ذكر أصحاب الشافعي أن مذهبه أن المراسيل ليست حجة.

واستثنى بعضهم مراسيل ابن المسيب. وقال: ((هي حجة عنده)).

قال أبو الطيب الطبري: ((وعلى ذلك يدل كلام الشافعي)).

ومن أصحابه من قال: ((إنما تصلح للترجيح لا غير)).

وقال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: ((ليس المنقطع بشئ، ما عدا منقطع ابن المسيب)). خرجه ابن أبي حاتم في أول كتاب المراسيل عن أبيه عن يونس، وناوله على أن مراده أنه يعتبر بمرسل سعيد بن المسيب.

وخرجه عبد الغني بن سعيد من طريق محمد بن سفيان بن سعيد المؤذن عن يونس به.

قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبي وأبا زرعة يقولان: ((لا يحتج إلا بالمراسيل، ولا تقوم الحجة إلا بالأسانيد الصحاح)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير