تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَإِني لَصَبَّارٌ عَلَى مَا يَنُوبُنِي ... وَحَسْبُكَ أَن اللهَ أَثَنَى عَلَى الصَّبْرِوممن جزم بنسبتها إلى المعذل بن غيلان: عباس القرشي فى ((حماسته)) (ص177)، وعبد الرحيم العباسى فى ((معاهد التنصيص على شواهد التلخيص)) (1/ 381).

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 01 - 05, 08:18 م]ـ

الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى

وذكر جامع الديوان فى القسم الثانى مما نُسب له ولغيره من قافية الدال، شعراً أحجم عن نعته بعنوانٍ.

فقال: قال عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ:

زَعَمُوهَا سَأَلَتْ جَارَاتِهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ

أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ

فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ

حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ مِنْ شَأْنِهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الْحُبِّ الْحَسَدْقلت: ونسبة هذه الأبيات للإمام المبجِّل عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ من الْمُضْحِكَاتِ الْمُبْكِياتِ. أيصدِّق عَاقِلٌ أن يصدُرَ مثلُ ذا عمَّنْ عَكَفَ فى حَرَمِ العفاف، وجنتْ كلتا يديه من ثمار البرِّ والتَّقوى كُلَّ قِطَاف، وحرستْهُ عينُ الرعاية عن مشابهة الماجنين، حتى ألبسَهُ الفخارُ تاجَ الوقار والتمكين، وجذبتُه يدُ التوفيق إلى الباقيات الصالحات، وجبذته يمينُ الهداية إلى مراقى الْجَنَّات، وتبدَّى في أفق السمو فكان شمسُه الْمُنِيرَة، وتردَّى برداءِ الثَّنَاءِ فاستوجبَ قليلَه وكثيرَه، وتكلَّلَ بإكليل المعالي بعد أن نالَ منها كلَّ غاية، وتسلسلَ في نسب الأعالي فكان فى دساتير الولاية آيَّة، وأنارتْ سيرتُه ربوعَ الفضائل، ودارت حول محور عليائه أفلاكُ الشمائل!!.

هَيْهَاتَ يُحْصِي ذَوُو الأَقْلامِ مَا اِجْتَهَدُوا ... أَوْصَافَهُ الْغُرَّ ذَاتَ الْعِزِّ وَالْجَزَلِوليس يشك عارفٌ بالشعر والشعراء، أنَّ هذه أبياتُ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ الشَّاعرِ الْمَاجِنِ، وكان مولعاً بالتشبيب بالنساء

وهى من قصيدةٍ فى ((ديوانه)) عدتها ثمانية عشر بيتاً، أولها:

لَيْتَ هِنْدَاً أَنْجَزَتْنَا مَا تَعِدْ ... وَشَفَتْ أَنْفُسَنَا مَمَّا تَجِدْ

وَاِسْتَبَدَّتْ مَرَّةً وَاحِدَةً ... إِنَّمَا الْعَاجِزُ مَنْ لا يَسْتَبِدْ

زَعَمُوهَا سَأَلَتْ جَارَاتِهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ

أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ

فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ

حَسَدَاً حُمِّلْنَهُ مِنْ أَجْلِهَا ... وقَدِيمَاً كَانَ فِي الناسِ الْحَسَدْوآخرها:

حَدَّثُونِي أَنَّهَا لِي نَفَثَتْ ... عُقَدَاً يَا حَبَّذَا تِلَكَ الْعُقَدْ

كُلَّمَا قُلْتُ مَتَّى مِيعَادُنَا ... ضَحِكَتْ هِندٌ وَقالَتْ بَعْدَ غَدْوممن ذكرها المعافى بن زكريا المتوفى390 هـ فى كتابه الفذِّ ((الجليس الصالح الكافى والأنيس الناصح الشافي)) فقال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ قَالَ: أَنْشَدَنَا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: أَنْشَدَنَا الزبير لِمَجْنُونِ بَنِي جَعْدَةَ:

يَا حَبَّذَا رَاكِبٌ كُنَّا نُسَرُّ بِهْ ... يُهُدِي لَنَا مِنْ أَرَاكِ الْمَوْسِمِ القضبا

قَالَتْ لِجَارَتِهَا يَوْمَاً تُسَاجِلُهَا ... لَمَّا تَعَرَّتْ وَأَلْقَتْ عِنْدَهَا السَّلَبَا

نَاشَدْتُكِ اللهَ إلا قُلْتِ صَادِقَةً ... أَصَادَفْتُ صِفَّةَ الْمَجْنُونِ أَمْ كَذَبَاقال: فقلت: تراه سَرَقَهُ مِنْ قَوْلِ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ؟:

وَقَدْ قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا ... وَتَعَرَّتْ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْتَرِدْ

أَكَمَا يَنْعِتُنِي تُبْصِرْنَنِي ... عَمْرُكُنَّ الله لِمَ لا يَقْتَصِدْ

فَتَضَاحَكْنَ وَقَدْ قُلْنَ لَهَا ... حَسَنٌ فِي كُلٍّ عَيْنٍ مَنْ تَوَدْ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير