تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بيان صحة حديث: (من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعل)،،،،]

ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 01 - 05, 03:24 ص]ـ

هو بحث مختصر.

الحديث رواه جماعة أولهم:

حديث ابن عمر رضى الله عنه:

قال الترمذي حدثنا بندار أخبرنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر: قال قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فأني أشفع لمن يموت بها)).

قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني.

ورواه ابن ماجة من طريق بكر بن خلف وفيه: فاني أشهد لمن مات بها،ورواه الامام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه.

ومعاذ صدوق يحمل حديثه على الاستقامة - وخاصة اذا كان عن ابيه - وله اوهام و اغلاط.

فالاصل في هذا الاسناد القبول، غير ان ابن ابي شيبة رواه عن ابن علية عن نافع مرسلا كما في مصنفه (32411) ترقيم الهندية.

و ابن علية قال (نبئت) ولم يصرح. فلا يقوى الاثر الذي عند ابن ابي شيبة على رد المتصل فيما يظهر.

ثانيها: حديث الصميتة:

ولفظه عند ابن حبان قال: أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن الصميتة امراة من بنى الليث قال سمعتها تحدث صفية بنت أبي عبيد أنها سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (من استطاع منكم ان لايموت الا بالمدينة فيمت بها فإنه من يمت بها تشفع له وتشهد له).

وعند الطبراني في الكبير ولفظه: (حدثنا سليمان بن المعافى بن سليمان ثنا أبي ثنا عيسى بن يونس عن بن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن صفية بنت أبي عبيد عن الدارية امرأة من بني عبد الدار كانت في حجر النبي صلى الله عليه وسلم قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فمن مات فيها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة)

ولامنافاة فالدارية هي الليثية وهي اليتيمة وفي حديث النسائي: (في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم).

و قد روي عن عبيدالله عن الصميتة، و لا تعارض لان عبيدالله سمعها وهي تحدث صفية زوج عمر. فمرة رواه عن صفية عنها ومرة رواه عن الصميته.

و ذكر ابن حجر في الاصابة من انه روى ابن ابي ذئب عن الزهري عن امراة يتيمة عن صفية و لم اقف على هذه الرواية وفي النفس منها شك كبير. ولا يضر هذا الاسناد فقد رواه عن الزهري جماعة وعن ابن ابي ذئب به جماعة ولم يذكروا صفية ترفعه وقد اختلف في صحبتها.

وهذا الاسناد صحيح مقبول.

وقوله (تشفع له) وفي اللفظ الاخر (أشفع له)، ليس بالاختلاف الذي يضر بالمتن.

ثالثها:

ما روي عن سبيعة الاسلمية رواه الطبراني في الكبير: حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ومحمد بن نصر الصائغ البغدادي قالا ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن عكرمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن سبيعة الأسلمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليمت فإنه لا يموت بها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.

وهذا الحديث على ضعف اسناده فقد ذكر بعض اهل العلم انه وهم وانها صميتة وليست سبيعة.

الخلاصة ان الحديث صحيح، ويشهد له الاحاديث الثابتة في فضل من سكن المدينة وصبر على شدتها.

ولايستفاد من هذا الحديث استحباب الوصية بالدفن فيها، ففي الحديث ان المدينة شفيعة لمن مات بها لا من نقل اليها.

وقد يقال ان حديث الصبر على شدتها مقيدٌ لحديث الموت فيها.

ومن اراد ان يكوت فيها لابد ان يسكن فيها ويصبر على لأوائها، الا في صورة واحدة وهي من مرض مرض الموت او مرض مخوف فهل يستحب له ان ينتقل الى المدينة؟

إن قلنا ان حديث الصبر على شدتها مقيد ومبين لحديث الموت فيها فكأن فيه بيان ان من صبر على شدتها حتى توفى بها حصلت له الشفاعة، وعليه لا يستساغ التوصية بان ينتقل اليها المريض؟ وان قلنا بعدم ذلك صح هذا الفعل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير