تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رواه العقيلي (2/ 351) والطبراني في الكبير (10/ 244 رقم 10451) وابن عدي (4/ 289) وتمام في فوائده (5/ 161 رقم 1736 الروض البسام) من طريق عبدالرحمن بن إبراهيم دُحيم، نا ابن أبي فُديك، عن عبدالرحمن بن يوسف، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة".

وهذا سند ضعيف جدا، علته عبدالرحمن بن يوسف.

قال العقيلي: مجهول في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به.

وقال ابن عدي: عبد الرحمن بن يوسف ليس بمعروف، وهذا الحديث منكر عن الأعمش بهذا الإسناد، ولا أعرف لعبد الرحمن بن يوسف غيره.

ورواه ابن عدي (4/ 289 و318) من طريق عبدالرحمن بن واقد الواقدي عن أبي فديك به، ونقل ابن عدي عن شيخه عبدان أن الواقدي سرقه من دحيم.

حديث طلحة بن أبي حدرد:

قال البخاري في تاريخه (4/ 345): ابن عبادة، نا يعقوب، نا محمد بن معن، عن عمه، عن طلحة بن أبي حدرد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشراط الساعة أن تروا الهلال تقولون: لليلتين [وهو ابن ليلة] ".

والزيادة من الإصابة (5/ 229) عن التاريخ الكبير.

وهذا السند فيه أكثر من علة: عم محمد بن معن لم أجد له ترجمة، ويعقوب بن حميد بن كاسب فيه كلام، وقد تفرد به فيما يظهر.

وطلحة قيل إنه صحابي، وعدَّه ابن حبان من التابعين، وقال: إنه يروي المراسيل، وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم أجد له إلا هذا الحديث وحديثا آخر، وسند الاثنين إليه ضعيف، فكأنه لذلك لم يذكره جملةٌ ممن صنف في الصحابة.

فالسند فيه ضعف وجهالة وإرسال.

حديث أبي سعيد موقوفا:

رواه ابن الأعرابي في المعجم (3/ 933 رقم 1977) –ومن طريقه الداني في الفتن (4/ 791 - 792 رقم 398) - من طريق أبي حذيفة موسى النهدي، عن سفيان، عن عثمان بن الحارث، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال: "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، يراه الرجل لليلة يحسبه لليلتين".

قلت: أبوحذيفة مضعف، ولا سيما في سفيان الثوري، وروايته هذه منكرة، فقد خالف أحد أثبت الرواة عن الثوري:

فقال ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 166): نا وكيع، عن سفيان، عن عثمان بن الحارث، عن أبي الوَدّاك، قال: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة.

لم يذكر فيه أبا سعيد، وهذا المحفوظ إن شاء الله.

مرسل الحسن البصري:

ورواه الداني في الفتن (4/ 792 - 793 رقم 398) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ، عن داود، عن عمارة بن مهران، قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يُرى الهلال لليلة، فيقال هو لليلتين".

وداود هو ابن المحبر: متروك، واتهم بالوضع.

تنبيه: رأيتُ الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة (5/ 368) –وقلده الشيخ جاسم الدوسري وفقه الله في الروض البسام (5/ 163) - زاد كلمة [أبي] قبل "داود" فجعله أبا داود الطيالسي، وحكم على السند تبعاً بأنه حسن، وكأنه فعل ذلك لما رأى الطيالسي من الرواة عن عمارة في تهذيب الكمال، ولم يُذكر ابن المحبّر هناك، ولكن الأصل الخطي لكتاب الداني ليس فيه "أبي"، ويؤيده أن ابن المحبر ذُكر في شيوخ الصائغ في تهذيب الكمال، دون الطيالسي، فاقتضى التنبيه.

الخلاصة:

رُوي الحديث مرفوعا من حديث أبي هريرة، وابن مسعود، والإسناد إليهما منكر لا أصل له.

ومن حديث طلحة بن أبي حدرد مرفوعا، وفي سنده جهالة وضعف، ثم الأرجح أنه مرسل.

أما حديث أنس مرفوعا فغير محفوظ، والصواب فيه أنه من مرسل الشعبي.

كذلك حديث أبي سعيد موقوفا الصواب أنه من قول أبي الوداك.

أما مرسل الحسن البصري فسنده ضعيف جدا إليه.

وحكم السخاوي أن الحديث يتقوى بمجموع طرقه (المقاصد الحسنة 1203) وكذا الألباني في الصحيحة (2292)، لكن ذلك متعقب بأن جميع طرقه المرفوعة لا تصلح للاعتبار كما تبيَّن مفصلا، فهي إما شديدة الضعف، أو منكرةٌ المحفوظ فيها الإرسال، ولا يصح من هذه المراسيل سوى مرسل الشعبي وقول أبي الوداك الكوفيان، وعليه فالحديث ضعيف، ولا يصح في الباب شيء مرفوعا، والله أعلم.

كتبه: محمد زياد التكلة حامدا مصليا مسلما، الرياض، السبت 5/ 12/1425 وراجعته يوم الأحد.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[17 - 01 - 05, 03:05 م]ـ

- جزاكم الله خيراً ..

ـ[ابو سفيان]ــــــــ[18 - 01 - 05, 04:30 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[19 - 01 - 05, 12:06 ص]ـ

جزيت خيرا وأذكر أن أحد الأخوة واسمه خالد ين عمر ذكر أنه في صدد تتبعها وتخريجها فهل من جديد وزيادة؟

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[19 - 01 - 05, 10:07 م]ـ

وجزاكم الله الخير، والله يعيد عليكم العيد بالمغفرة والنصر والعيش السعيد

ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 01 - 05, 12:03 م]ـ

جزى الله الشيخ التكلة خير الجزاء على هذا البحث.

وأقول تعليقا على كلام الأخ أبي عبد الباري:

اُدعوا الله للشيخ خالد بن عمر أن يوفقه الله لبحث هذه المسألة وإضافة ما عنده من فوائد، يسر الله له ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير