الطى والنشر لدلالة حديث ((لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 11:27 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..
قال الإمام مسلم فى ((كتاب الصوم)) (1176):حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَإِسْحَقُ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ.
وحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (2/ 300/9220)، وأحمد (6/ 42)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (1505)، والترمذى (756)، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 165/2872)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (1744)، وابن حبان (3608)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3/ 261/2683)، والبيهقى ((الكبرى)) (4/ 285) من طرقٍ عن أبى معاوية عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَائِمًا فِي الْعَشْرِ قَطُّ.
وأخرجه أحمد (6/ 190)، والنسائى ((الكبرى)) (2/ 165/2873)، وابن خزيمة (2103)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3/ 261/2684) من طرقٍ عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِىٍّ عن الثورى عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَصُمْ الْعَشْرَ.
وتابعهما عن الأعمش: يعلى بن عبيد، وأبو عوانة، وحفص بن غياث، وأبو خالد الأحمر، وفرات القزاز.
ومن دلالة الحديث بمجموع لفظيه: الإخبار بنفى صيام النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَشْرَ مِنْ ذِي الْحِجَّة مجتمعة متتابعة، ووراء ذلك أحكام تتعلق بمقصود عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا من إيراده، ودلالته على حكم صيام الْعَشْرَ مِنْ ذِي الْحِجَّة.
******** ******** ********وقد تأوَّل شيخ الإسلام أبو زكريا النووى حديث عائشة، وأحاله عن مراده، وأبعد عن مقصود أم المؤمنين من إيراده، فقال ((شرح مسلم)) (8/ 71): ((قَالَ الْعُلَمَاء: هَذَا الْحَدِيث مِمَّا يُوهِم كَرَاهَة صَوْم الْعَشْرِ , وَالْمُرَاد بِالْعَشْرِ هُنَا: الأَيَّام التِّسْعَة مِنْ أَوَّل ذِي الْحِجَّة , قَالُوا: وَهَذَا مِمَّا يُتَأَوَّل فَلَيْسَ فِي صَوْم هَذِهِ التِّسْعَة كَرَاهَة , بَلْ هِيَ مُسْتَحَبَّة اِسْتِحْبَابًا شَدِيدًا لا سِيَّمَا التَّاسِع مِنْهَا , وَهُوَ يَوْم عَرَفَة , وَقَدْ دلتْ الأَحَادِيث على فَضْله , وَثَبَتَ فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ أَنَّ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا مِنْ أَيَّام الْعَمَل الصَّالِح فِيهَا أَفْضَل مِنْهُ فِي هَذِهِ)) - يَعْنِي: الْعَشْر مِنْ ذِي الْحِجَّة -. فَيُتَأَوَّلُ قَوْلُهََا: لَمْ يَصُمْ الْعَشْر , أَنَّهُ لَمْ يَصُمْهُ لِعَارِضِ مَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ أَوْ غَيْرهمَا , أَوْ أَنَّهَا لَمْ تَرَهُ صَائِمًا فِيهِ , وَلا يَلْزَم عَنْ ذَلِكَ عَدَم صِيَامه فِي نَفْس الأَمْر , وَيَدُلّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيل حَدِيث هُنَيْدَة بْن خَالِد عَنْ اِمْرَأَته عَنْ بَعْض أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُوم تِسْع ذِي الْحِجَّة , وَيَوْم عَاشُورَاء , وَثَلاثَة أَيَّام مِنْ كُلّ شَهْر: الاثْنَيْنِ مِنْ الشَّهْر وَالْخَمِيس. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَهَذَا لَفْظه، وَأَحْمَد، وَالنَّسَائِيُّ وَفِي رِوَايَتهمَا (وَخَمِيسَيْنِ) وَاَلله أَعْلَم)) اهـ.
¥