تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هَلْ صحَّتْ التضحية بكبش الجهمية النطَّاح الجعد بن درهم؟

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 01 - 05, 05:36 م]ـ

الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ. وبعد ..

قال أبو سعيد عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ فى ((الرد على الجهمية)): ((وأما الْجَعْدُ، فأخذه خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ، فذبحه ذبحاً بَوَاسِطٍ، في يوم الأضحى على رؤوس من شهد العيد معه من المسلمين، لا يعيبه به عائبٌ، ولا يطعن عليه طاعنٌ، بل استحسنوا ذلك من فعله، وصوَّبوه من رأيه.

حَدَّثَنَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ: خَطَبَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ بَوَاسِطٍ، يَوْمَ الأَضْحَى، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ اِرْجِعُوا فَضَحُوا، تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَلَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً، وَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً، ثُمَّ نَزَلَ، فَذَبَحَهُ)).

قلت: وهذا الحديث لا أعلمه يُروى إلا من هذا الوجه ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، ورواه عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ جمعٌ من الأئمة الرفعاء.

وقد أخرجه أبو عبد الله بن بطة العكبرى فى ((الإبانة الكبرى)) (2/ 203) عن أربعة منهم، فقال:

(2398) حَدَّثَنَا أبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ ثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ قَالَ: نا الْقَاسِمُ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ صَاحِبُ عَمْرُو بْنُ هَرَمٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى (ح)

(2399) وحَدَّثَنَا أبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْمَخْزُومِىُّ نَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ حَدَّثَنِى الْقَاسِمُ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ جَدِّى حَبِيبِ (ح)

(2400) وحَدَّثَنِى أبُو الْقَاسِمِ حفص بن عمر نا أبُو حَاتِمٍ الرَّازِىُّ نا أبو بكر بن أبى عتاب نا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْعُمَرِىُّ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ صَاحِبُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قال: شَهِدْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْقَسْرِيُّ خطَبَ الناسَ يومَ النَّحْرِ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ؛ ضَحُوا، تَقَبَّلَ اللهُ ممِنْكُمْ، فَإِنِّي مُضَحٍّ بِالْجَعْدِ بْنِ دِرْهَمٍ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللهَ لَمْ يُكَلِّمْ مُوسَى تَكْلِيمَاً، وَلَمْ يَتِّخِذْ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، سبحانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الْجَعْدُ بْنُ دِرْهَمٍ عُلُواً كَبِيرَاً، ثُمَّ نَزَلَ، فَذَبَحَهُ.

وأخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 64 و3/ 158) و ((خلق أفعال العباد)) (ص29)، والبيهقى ((السنن الكبرى)) (10/ 205) و ((الأسماء والصفات)) (ص617)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (8/ 118) جميعاً من طريق قُتَيْبَةَ.

وأخرجه اللالكائى ((أصول الاعتقاد)) (512)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (23/ 438) ثلاثتهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىِّ، جميعاً عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِىِّ بإسناده نحوه.

فهؤلاء سبعة عن الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ، والْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ، وقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ومُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىُّ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى عَتَّابٍ الأَعْيَنِ.

وقد توبع الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ولكنَّ الحديثَ عنه أشهر وأشيع.

فقد أخرجه أبو بكر النجَّاد ((الرد على من يقول القرآن مخلوق)) (72) قال: ثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا العباس بن أبي طالبٍ ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بنحوه.

وأقول: إذا تقرر أن الأثر المذكور لا يروى إلا بهذا الإسناد ((عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ))، فهل تثبت صحته؟.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير