الْحَمْدُ للهِ حَمْدَاً يَكُونُ لِقَائِلِه ذُخْرَا. والصَّلاةُ الزَّاكِيةُ عَلَى مُجْتَبَاهُ خَيْرِ الْخَلْقِ طُرَا. صَلاةً تَدُومُ عَلَى مَرَّ الزَّمَانِ تَتَرى
الشيخ المسدَّد الموفَّق / خليل بن محمد حفظكم الله، وباركم فيكم.
عليكَ تحيةُ الرحمن تترى ... تحايا رائحاتٍ غادياتِ
ـــــــــ
الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ أبو مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ثقة صدوقذكره أبو أحمد بن عدى فى ((كامله)) (6/ 37) فقال: ((قَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ كَذَّابٌ خَبِيثٌ. قال عُثْمَانُ: ليس كما قال، أنا أدركتُ قَاسِمَ الْمَعْمَرِيَّ، كان ببغداد.
قال أبو أحمد: وقَاسِمٌ الْمَعْمَرِيُّ هذا ليس بالمعروف، ولم يحضرني له حديثٌ، فأذكره)).
قلت: هكذا خفى حالُه على أبى أحمد، ولم يعرف له حديثاً، فيذكره.
وقال الحافظ الذهبى فى ((ميزانه)): ((الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْمَعْمَرِيُّ راوي قصة الأضحية بالجعد بن درهم. وثقه قتيبة. وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ. قَالَ عُثْمَانُ الدارمي: لَيْسَ هُو كَمَا قَالَ يَحْيَى، وَأنَا أَدْرَكْتُهُ بِبَغْدَادَ.
قلت: ما أظن عنده سوى حكاية الجعد.
وروى عنه: أبُو بَكْرِ الأَعْيَنُ، والْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وقُتَيْبَةُ. توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين)).
وأعاده فى ((المغنى فى الضعفاء)) (2/ 621/5010): ((الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْمَعْمَرِيُّ. وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ خَبِيثٌ. ووثقه قُتَيْبَةُ. وهو راوي قصة الأضحية بالجعد بن درهم)).
قلت: هكذا أتى الحافظُ على بعض ترجمته، وترك أشياء للمستدرِّكِ والمتعقِّبِ كليهما.
فهو الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ الْبَغْدَادِيُّ، وأبوه الحافظ الحجَّة أبو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمِيدٍ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْمَعْمَرِيُّ، اشتهر بذلك لارتحاله إلى مَعْمَرٍ وملازمته له، وروايته التفسير عنه، وكان من الثقات الأثبات، والصلحاء العباد، والمتقنين الورعين، احتج به الإمام مسلمٌ فى مواضع من ((صحيحه)).
ومن رواياته عن معمر، قال الإمام مسلم فى ((الجنة وصفة نعيمها)) (5082): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ الْهِلالِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ حُمَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((احْتَجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ))، وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ((تَحَاجَّتْ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتْ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتْ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ وَعَجَزُهُمْ)) الحديث.
وقال النسائى ((المجتبى)): أَخْبَرَنَا الْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ البَاوَرْدِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَبِيعَ الزَّبِيبَ لِمَنْ يَتَّخِذُهُ نَبِيذاً.
وأما ابنه الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْمَرِيُّ، فله روايات سوى حكاية الجعد بن درهم، فهو يروى عن ابن عيينة.
وروى عنه: الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ نَاصِحٍ الْخَلالُ، والْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ، وعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِىُّ، وقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِى، ومُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَخْزُومِىُّ، ويَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، وأبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى عَتَّابٍ الأَعْيَنِ.
وهو ثقة خلافاً لأبي زَكَرِيَا بْنِ مَعِينٍ، فقد وثَّقه أعرفُ الناس به: قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وأنكر الدَّارِمِىُّ قولَ ابْنِ مَعِينٍ فيه.
قال أبو بكر الخطيب ((تاريخ بغداد)) (12/ 425): حُدِّثْتُ عَنْ دَعْلَجَ بْنِ أَحْمَدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم البوشنجي حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ثقة.
وذكره أبو حاتم بن حبان فى ((الثقات)) (9/ 15/14930).
وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 452): ((صدوق من العاشرة)).
ـ[عارف]ــــــــ[31 - 01 - 05, 07:28 ص]ـ
رحم الله المعلمي؛ ما أجمعه للفقه والحديث.