تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بيان صحة أثر الحسن البصري عن عثمان في قتل الكلاب وذبح الحمام والرد على من ضعّفه

ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 09 - 03, 09:00 ص]ـ

هذا جزء حديثي جمعته من كتب الحديث بيّنت فيه صحة أثر الحسن البصري عن عثمان بن عفان رضي الله عنه في أمره بقتل الكلاب وذبح الحمام والذي دفعني لذلك بعد توفيق الله لي هو لما رأيت علامة الوقت

الألباني رحمه الله تعالى قد ضعّف هذا الأثر فوفقني الله تعالى إلى ما

سترونه بإذن الله وسأذكر في نهاية هذا الجزء الحديثي شئ من فقهه:

قال الإمام البخاري في الأدب المفرد (حديث1301): حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا يوسف بن عبدة قال: حدثنا الحسن قال: " كان

عثمان لا يخطب جمعة إلا أمر بقتل الكلاب، وذبح الحمام ".

قال الألباني: " ضعيف الإسناد موقوف منقطع، الحسن - وهو البصري -

مدلس ويوسف ليّن الحديث ".

وقال البخاري في الأدب المفرد: " حدثنا موسى قال: حدثنا مبارك، عن الحسن قال: سمعت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب، وذبح الحمام ".

قال الألباني: " ضعيف الإسناد، مبارك - وهو ابن فضالة - مدلس ".

قلت: اشتمل حكم العلامة الألباني على ثلاث معاني في تعليل هذا الأثر وهي: 1 - لين يوسف بن عبدة في الطريق الأول.

2 - الإنقطاع بين الحسن البصري وعثمان في الطريق الأول.

3 - تدليس مبارك بن فضالة في الطريق الثاني.

وأحسن جواب لهذه العلل هو تخريج الأثر والبحث عن طرق أخرى له وبيان ذللك في المشاركة القادمة والله الموفق

ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 09 - 03, 09:43 ص]ـ

قال عبدالله بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند (1\ 72): " حدثنا شيبان بن أبي شيبة ثنا مبارك بن فضالة ثنا الحسن قال: "شهدت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام ".

قال الشيخ أحمد شاكر في شرح المسند (1\حديث521): " إسناده

صحيح ".

قلت: تصريح مبارك بن فضالة بالتحديت أزال علة الطريق الثاني التي أعلّها الشيخ الألباني رحمه الله، وفي هذا الإسناد أيضاً متابعةمبارك بن فضالة ليوسف بن عبدة وصحتها، بقي أمر واحد وهو الإنقطاع بين الحسن البصري وعثمان بن عفان رضي الله عنه في هذا الأثر، وهذا منتفٍ أيضاً فقول الحسن: " شهدت ...... ". صريح في سماع الحسن من عثمان لهذا الأثر ويزيد الأمر وضوحاً في التالي.

قال الخطابي في غريب الحديث (2\ 141): " أخبرناه ابن الأعرابي نا الزعفراني نا عفان نا همام نا قتادة عن الحسن أنّه سمع عثمان بن عفان يقول على المنبر:" اكفوني الكلاب والحمام".

قلت: هذا إسناد جيد، وفيه تصريح الحسن بسماعه من عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأيضاً متابعة قتادة بن دعامة السدوسي لمبارك بن فضالة ويوسف بن عبدة، وبهذا التخريج أقول أنّ هذا الأثر ثابت عن عثمان بن عفان وقد أثبته الإمام الشافعي رحمه الله عن عثمان أيضاً كما في السنن الكبرى للبيهقي (6\ 7)، وفي المشاركة القادمة بيان فقه هذا الأثر، والله أعلم.

ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 09 - 03, 10:36 ص]ـ

بارك الله شيخنا، أحسن إليك ..

وهذا الأثر قد صحّحه الحافظ ابن كثير في ((تفسيره)) (2/ 217) فقال:

[وقد روى الأئمة الشافعي وأحمد والبخاري في كتاب الأدب من طرق صحيحه عن الحسن البصري أنه سمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام وم الجمعة على المنبر .. ].

وأورده الإمام الذهبي في ((السير)) (10/ 317):

[أنبأنا علي بن أحمد وغيره قالوا أخبرنا عمر بن محمد أخبرنا أبو غالب بن البناء أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا أبو بكر القطيعي حدثنا إبراهيم بن عبد الله حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن سمعت عثمان رضي الله عنه جمعا متواليات يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام.

في الإسنادين ضعف من جهة زاهر وعمر لإخلالهما بالصلاة فلو كان فيَّ ورعٌ لما رويت لمن هذا نعته].

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 09 - 03, 02:29 م]ـ

بارك الله بك أخانا الفاضل على هذا البحث الجيد

لكن السؤال هو لماذا قتل الحمام؟

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[04 - 09 - 03, 05:13 م]ـ

الحمام الذي أمر أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بذبحه هو ذلك الحمام الذي كان يربيه بعض الفساق ممن يظهرون أنهم يربونه لأجل اللعب به والمسابقة بينه، بينما هدفهم الحقيقي من تربيته هو اتخاذه وسيلة إلى الرقي إلى الأسطح من أجل الاطلاع على عورات الناس، وليس المراد به الحمام المقصوص الأجنحة الذي يتخذه أصحابه ليأكلوه، قال الإمام ابن القيم في الطرق الحكمية في السياسة الشرعية: (فصل) وعليه أن يمنع اللاعبين بالحمام على رءوس الناس، فإنهم يتوسلون بذلك إلى الإشراف عليهم، والتطلع على عوراتهم. وقد روى أبو داود في سننه " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه {رأى رجلا يتبع حمامة فقال: شيطان يتبع شيطانة}. وقال إبراهيم النخعي: من لعب بالحمائم الطيارة: لم يمت حتى يذوق ألم الفقر. وقال الحسن: " شهدت عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو يخطب، يأمر بذبح الحمام، وقتل الكلاب " ذكره البخاري. وقال خالد الحذاء عن بعض التابعين: قال: كان تلاعب آل فرعون بالحمام. وكان شريح لا يجيز شهادة صاحب حمام ولا حمام. وقال ابن المبارك عن سفيان: سمعنا أن اللعب بالجلاهق واللعب بالحمام من عمل قوم لوط. وذكر البيهقي عن أسامة بن زيد قال: " شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر بالحمائم الطيارة فيذبحن، ويترك المقصصات ".اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير