هل هذه الرواية في الحديث شاذة وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:28 ص]ـ
يسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا عبيدالله بن سعد بن إبراهيم حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنّة: يا ربّ ما لها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم؟، وقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، فقال الله (تعالى) للجنّة: أنت رحمتي، وقال للنار: أنت عذابي أصيب بك من أشاء، ولكلّ واحدة منكما ملؤها، قال: فأمّا الجنّة فإنّ الله لا يظلم من خلقه أحداً، وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها فتقول: هل من مزيد ثلاثاً، حتى يضع فيها قدمه فتمتلئ ويردّ بعضها إلى بعض وتقول: قط قط قط
هل هناك زياده شاذه في هذا الحديث الذي رواه البخاري؟ افيدونا بارك الله فيكم
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[07 - 02 - 05, 03:53 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نوقشت المسألة من قبل على هذا الرابط أخي أبا عبدالرحمن:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=500
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - 02 - 05, 04:35 ص]ـ
أخي الكريم: موضع الإشكال في قوله:"وإنّه ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها" وإليك ما تيسر من أقوال المحققين في ذلك:
قال شيخ الإسلام"وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال يلقى في النار وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه وفي رواية فيضع قدمه عليها فتقول قط قط وينزوى بعضها إلى بعض أي تقول حسبي حسبي وأما الجنة فيبقى فيها فضل فينشىء الله لها خلقا فيسكنهم فضول الجنة"
هكذا روي في الصحاح من غير وجه ووقع في بعض طرق البخاري غلط قال فيه:" وأما النار فيبقى فيها فضل" والبخاري رواه في سائر المواضع على الصواب ليبين غلط هذا الراوي كما جرت عادته بمثل ذلك إذا وقع من بعض الرواة غلط في لفظ ذكر ألفاظ سائر الرواة التي يعلم بها الصواب وما علمت وقع فيه غلط إلا وقد بين فيه الصواب بخلاف مسلم فإنه وقع في صحيحه عدة أحاديث غلط أنكرها جماعة من الحفاظ على مسلم والبخاري قد أنكر عليه بعض الناس تخريج أحاديث لكن الصواب فيها مع البخاري والذي أنكر على الشيخين أحاديث قليلة جدا وأما سائر متونهما فمما اتفق علماء المحدثين على صحتها وتصديقها وتلقيها بالقبول لا يستريبون في ذلك" اهـ منهاج السنة النبوية: 5/ 101 - 102.
وقال ابن القيم رحمه الله في حادي الأرواح ص: 278:"و أما اللفظ الذي وقع في صحيح البخاري في حديث أبي هريرة و انه ينشئ للنار من يشاء فيلقى فيها فتقول هل من مزيد فغلط من بعض الرواةانقلب عليه لفظه والروايات الصحيحة و نص القران يرده فان الله سبحانه و اخبر انه يملا جهنم من إبليس و اتباعه فانه لا يعذب ألا من قامت عليه حجته".اهـ
وقال أيضا في معرض كلامه على أولاد الكفار وهو يسوق حجج من قال إنهم في النار:" واحتجوا بما روى البخاري في صحيحه في احتجاج الجنة والنار عن النبي قال وأما النار فينشئ الله لها خلقا يسكنهم إياها قالوا فهؤلاء ينشؤون للنار بغير عمل فلأن يدخلها من ولد في الدنيا بين كافرين أولى قال شيخنا وهذه حجة باطلة فإن هذه اللفظة وقعت غلطا من بعض الرواة وبينها البخاري رحمه الله تعالى في الحديث الآخر الذي هو الصواب فقال في صحيحه ثنا عبدالله بن محمد ثنا عبدالرزاق ثنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال قال النبي:" تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة مالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله عز وجل للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منكما ملؤها فأما النار فلا تمتليء حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتليء ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله ينشيء لها خلقا"
هذا هو الذي قاله رسول الله بلا ريب وهو الذي ذكره في التفسير وقال في باب ما جاء في قول الله عز وجل إن رحمة الله قريب من المحسنين:
¥