الْحَمْدُ للهِ حَيثُمَا زَرَعَ الْخَيْرَ اِمرُؤٌ طَابَ زَرعُهُ وَزَكَاومن نوافل الإفادة؛ قبل بيان تخريجات هذا الْحَدِيثِ الْفَخْمِ الْجَلِيلِ، أن نُلمحَ إلى ((مُسْنَدِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ)) فى ((الكتب الستة الأصول)):
إذ ليس له سوى ثمانية أحاديث فى ((السنن الأربعة))، والرواة عنه تسعةٌ فقط، كلهم تابعيُّون شاميُّون، وبيانهم:
[1] أَحْزَابُ بْنُ أَسِيدٍ أبو رُهْمٍ السماعيُّ.
وله عنه حديث واحد ((هَلُمُّوا إِلَى الْغَدَاءِ الْمُبَارَكِ)).
[2] جُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((كَانَ يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ ثَلاثًا وَعَلَى الثَّانِي وَاحِدَةً)).
[3] حَكِيمُ بنُ عُمَيْرٍ الْعَنَسِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((نَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ وَكَانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلا مَارِدا مُنْكَرا)).
[4] سَعِيدُ بْنُ هَانِيءٍ الْخَوْلانِيُّ.
وله عنه حديث واحد ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ قَضَاءً)).
[5] عَبْدُ اللهِ بْنُ أبِى بِلالٍ الْخُزَاعِىُّ
وله عنه حديثان ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الْمُسَبِّحَاتِ)).
و ((يَخْتَصِمُ الشُّهَدَاءُ وَالْمُتَوَفَّوْنَ عَلَى فُرُشِهِمْ إِلَى رَبِّنَا فِي الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْ الطَّاعُونِ)).
[6] حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ.
[7] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ.
[8] يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ.
ولثلاثتهم عنه حديث واحد ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ)).
[9] أمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ
ولها عنه حديث واحد ((نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السَّبُعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ، وَعَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيَّةِ، وَعَنْ الْمُجَثَّمَةِ وَعَنْ الْخَلِيسَةِ، وَأَنْ تُوطَأَ الْحَبَالَى حَتَّى يَضَعْنَ)).
ومما سبق يلاحظ أنه:
(1) لم يخرِّج الشيخان لِلْعِرْبَاضِ شيئاً فى ((الصحيحين))، مع الإعلام أن الشيخين لم يذكُرا فى ((صحيحيهما)) الكثير من مشاهير الصحابة، كالْحَسَنِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ، وأَبِى عُبِيدَةَ عَامِرِ بْنِ الْجَرَّاحِ وغيرهم، ولا قَصَدَا استيعاب الصِّحاح كلِّها.
(2) الرواة عن الْعِرْبَاضِ كلهم تابعيُّون شاميُّون، ولم يخرِّج لهم الشيخان إلا جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ، فمسلمٌ وحده من روايته عن ثَوْبَانَ، وعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وعَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، والنَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، وأبى ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ. وأشهر ما له فى ((صحيح مسلم)) حديثه عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ((ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ)). وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ أوثقُ الرُّواة التِّسعة وأقدمُهم، أدرك النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يلقه. قال ابن أبى حاتم: سئل أبى عنه، فقال: ثقة من كبار تابعي أهل الشام القدماء. وقال أبو زرعة: حضرمى شامي ثقة. وقال النسائيُّ: ليس أحد من كبار التابعين أحسن روايةً عن الصحابة من ثلاثة: قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، وجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ.
(3) لم يتواطأ ثلاثة منهم على رواية حديث إلا ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ))، فقد رواه: حُجْرُ بْنُ حُجْرٍ الْكِلاعِيُّ، وعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، ويَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ ثلاثتهم عن الْعِرْبَاضِ.
ـ[ rehalelislam] ــــــــ[10 - 02 - 05, 04:21 ص]ـ
نسأل المولى عز وجل أن يبارك فيك ويمنحك الصحة والعافية لتتحفنا بما لديك من الخير كله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:25 م]ـ
الأخوان / أبو الزهراء ورحال
بارك الله فيكما. ونفع بكما. ويسَّر لكما الخير حيث توجهتما
¥