ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[10 - 02 - 05, 03:28 م]ـ
وهذا حين الشروع فى تخريجات الحديث، ولنبدأ بأصحِّها:
[1] رواية يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيِّ عنه
قال ابن ماجه (42): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ قَالَ سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ، فَقَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ، وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْداًُ حَبَشِيّاً، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلافاً شَدِيداً، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ)).
وهذا إسنادٌ شاميٌّ صحيحٌ غايةً، مسلسلٌ بسماع رواته بعضهم عن بعضٍ، بما فيهم الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ، الذى ربما يخشى تدليسُه، سيما تدليس التسوية، ولكنه هاهنا مُصرِّحٌ بالسِّماع فى كل الطَّبقات إلى الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ.
وَمَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِلْ ... إِسْنَادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالْمُتصِلْومن نوافل الإبانة عن توثيق رجال هذا الإسناد؛ ومراتبهم من الضبط والتثبت: الإعلامُ بأنَّ يَحْيَى بْنَ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيَّ الشَّامِيَّ من ثقات الشاميِّين ورفعائهم، وسماعه من الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ مجزوم بصحَّته عند إمام المحدِّثين، وكما هو هاهنا.
قال فى ((التاريخ الكبير)) (8/ 306): ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ يعد في الشاميين. سمع عِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ. روى عنه عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ)). وذكر مثله يعقوب بن سفيان الفسوى فى ((التاريخ والمعرفة)) (2/ 201).
وفى ((تهذيب الكمال)) (31/ 538) لأبى الحجَّاج المزِيِّ: ((يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ الْقُرَشِيُّ الشَّامِيُّ الأردنِيُّ ابن أخت بِلالٍ مُؤذِّنِ النَّبىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عن: الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، ومُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. روى عنه: عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ، وَعَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ، والْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ. ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الثالثة من تابعى الشاميين. وذكره أبو زرعة الدمشقِيُّ في الطبقة الرابعة. وقال عثمان بن سعيد الدارمِيُّ عن دُحَيْمٍ: ثقة معروف. وذكره ابن حبان في ((كتاب الثقات)). روى له ابن ماجة)).
وذكر أبو الحجَّاج قول أبِي زُرْعَةَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ: كيف يحدِّث عَبْدُ اللهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ عن يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ أنه سَمِعَ الْعِرْبَاضَ مع قرب عهد يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ؟، فقال: أنا من أنكر النَّاسِ لهذا، والْعِرْبَاضُ قديم الموت، روى عنه الأكابر: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، وجُبَيْرُ بْنُ نُفَيْرٍ وهذه الطبقة!!.
وأصل ذلك ما أسنده الحافظ ابن عساكر فى ((تاريخه)) (64/ 376) من طريق أبي الميمون نا أبو زرعة حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ قال: صَحِبْتُ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ إلى زيراء، فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء وصلاة الصبح في الركعة الأولى بـ ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ))، وفي الركعة الثانية بـ ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ))، و ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس))، فقلت لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ دُحَيْمٍ؛ تعجباً لقرب يَحْيَى بْنِ أَبِي الْمُطَاعِ، وما يحدِّث عنه
¥