أخبرناه أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان قال سئل قتادة عن التيمم في السفر فقال حدثني محدث عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إلى المرفقين
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ ثنا القاضيان الحسين بن إسماعيل وأ بو عمر محمد بن يوسف قالا ثنا إبراهيم بن هانئ ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان قال سئل قتادة عن التيمم في السفر فقال كان بن عمر يقول إلى المرفقين وكان الحسن وإبراهيم النخعي يقولان إلى المرفقين قال وحدثني محدث عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى عن عمار بن ياسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إلى المرفقين
قال أبو إسحاق فذكرته لأحمد بن حنبل فعجب منه وقال ما أحسنه
قال الشيخ هذا الاختلاف في متن حديث بن أبزى عن عمار إنما وقع أكثره من سلمة بن كهيل لشك وقع له
والحكم بن عتيبة فقيه حافظ قد رواه عن ذر بن عبد الله عن سعيد بن عبد الرحمن ثم سمعه من سعيد بن عبد الرحمن فساق الحديث على الأثبات من غير شك فيه
وحديث قتادة عن عزرة يوافقه
وكذلك حديث حصين عن أبي ما لك
وأما حديث قتادة عن محدث عن الشعبي فهو منقطع لا يعلم من الذي حدثه فينظر فيه) انتهى.
فالحاصل مما سبق أن سلمة بن كهيل جاء عنه الاختلاف في ذكر الذراعين وهذا شك منه ونبه عليه شعبة ومنصور
وأما الاضطراب في السند فقد لايقال به فهو رواه عن ذر وعن أبي مالك
وروايته عن سلمة عن عبدالرحمن كما ذكر الثوري هي الأقرب
ولعل الاختلاف في ذكر سعيد وعدمه من الأعمش وليست من سلمة كما ذكر الحفاظ أن من اختلف على سلمة فالخطأ منه
واما كون سلمة رواه مرة عن أبي مالك ومرة عن ذر فهذا يحتمل منه لأنه حافظ
وأما ما ذكرته حفظك الله من كون قتادة رواه عن سلمه فلم يرد ذلك فيما سبق من الروايات وإنما رواه قتادة عن عزرة.
فقد يترجح بهذا أن ترجيح أبي زرعة وابي حاتم لرواية شعبة من ناحية المتن والله أعلم.
فائدة:
رواية شعبة لهذا الحديث عن الحكم بن عتيبة ذكرها الإمام النسائي في كتابه (الإغراب من حديث شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري مما أغرب بعضهم على بعض) طبع دار المآثر 1421
حيث أنه ساق ما أغرب به شعبة من روايته عن الحكم من ص 141 - 222
وهذه الرواية ص209 - 211
وقد ساقها النسائي من طريق شعبة عن الحكم عن سعيد بن أبزى عن أبيه.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 05, 04:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أَمَا وقد تكلم في هذا الأمر الشيخُ عبد الرحمن، فلا حق لي في الكلام بعده، ولكنه تنبيه وإضافة، فاسمحوا لي.
التنبيه:
جاء في موضوع أخينا (أبي فاروق) قوله: «ورواه النسائي من طريق سفيان عن أبي مالك وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الرحمن، لكن عبد الله هذا فيه جهالة، ولعل الصواب ذكر سعيد».
فأنبِّه إلى أن عبد الله حسن الحديث، مرتفعةٌ عنه الجهالة، فقد قال الأثرم لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى أَخَوان؟ فقال: (نعم). قال الأثرم: قلت: فأيهما أحب إليك؟ فقال: (كلاهما عندي حسن الحديث) "من سؤالات الأثرم لأحمد بن حنبل، المسألة رقم (14)، والسؤالات منشورة بتحقيق: د. عامر حسن صبري، في مجلة الأحمدية، العدد السابع، محرم، 1422هـ، وموجودة للتحميل على صفحات هذا الملتقى، ونقل هذا النصَّ عن الأثرم ابنُ حجر في التهذيب: 5/ 290).
الإضافة:
لما نظرت في الروايات الورادة (خاصة رواية شعبة وسفيان) خرجت بالآتي:
1/ رواه: محمد بن جعفر غندر (عند أحمد وغيره)، ويزيد بن زريع (عند أبي يعلى، وعنه ابن حبان)، وآدم بن أبي إياس، وعبد الرحمن بن زياد (كلاهما عند البيهقي)، ويحيى بن سعيد القطان، والنضر بن شميل (كلاهما عند مسلم)، وأبو داود الطيالسي (عند الطحاوي في شرح المعاني)، وخالد بن الحارث (عند النسائي)، كلهم عن شعبة عن الحكم عن ذر عن سعيد عن أبيه.
- ورواه الحجاج بن محمد المصيصي الأعور عن شعبة عن الحكم وسلمة عن ذر به (عند النسائي).
- ورواه محمد بن بشار (بندار) عن محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة عن سلمة عن ذر (عند النسائي أيضاً)، لكن الإمام أحمد رواه عن غندر عن شعبة عن الحكم؛ لا عن سلمة، فَتُرَجَّحُ رواية أحمد على رواية بندار عن غندر.
- وفي مسلم: عن شعبة عن سلمة.
لكنه من ذلك يترجح أن رواية شعبة هذا الحديث عن سلمة شاذة، لأن من أتى بها خالف الجماعة المذكورين أولاً، وعلى رأسهم غندر أثبت الناس في شعبة. والصحيح: شعبة عن الحكم عن ذر.
2/ ورواه عمرو بن مرزوق عن شعبة عن ذر (عند البيهقي)، لكن هذه رواية مرسلة، فشعبة يروي عن أصحاب ذر.
3/ رواه سفيان عن سلمة عن أبي مالك وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عند أحمد، وأبي يعلى، وأبي داود، والنسائي، وهذه الرواية موجودة عند عبد الرزاق في المصنف لكن دون ابن أبزى. وهذه الرواية هي المرجوحة عند أبي زرعة - رحمه الله -.
لعل هذا يفيد في التنظيم والمطالعة. وإن كان ثَمَّتَ ملاحظة فحيَّهلا، وجزاكم الله خيراً.
¥