أ- عبد العزيز بن خالد: وفيه عبد العزيز بن خالد هذا، فإنه ليس ثقة، ولم يذكر في ترجمته إلا ما قاله فيه أبو حاتم (الجرح والتعديل: 5/ 381): (شيخ)، وقال ابن حجر (التقريب: 2/ 366، رقم 4089): (مقبول)، وقد يكون هذا غير مُعِلٍّ لهذه الطريق، لكنْ لها علة أخرى أذكرها بعد قليل.
ب- عيسى بن يونس، وعنه اثنان:
1 - المسيب بن واضح، وقد تُكُلِّم فيه، فضعفه الدارقطني في أكثر من موضع من سننه (انظر: 1/ 80، 4/ 280) وأفضل ما قيل فيه: ما قاله أبو حاتم (الجرح والتعديل: 8/ 294): (صدوق كان يخطئ كثيراً، فإذا قيل له لم يَقبل)، وما ذُكر عن النسائي أنه كان حسن الرأي فيه (السير: 11/ 403).
2 - القرقساني (أو القرقسائي)، وهذا لم أجد له ترجمة إلا في الميزان (5213) قال الذهبي - ولعله يقصده -: (عبد الملك بن سليمان القرقسائي عن عيسى بن يونس. قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، ثم ساق له عن عيسى، حدثنا شعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس مرفوعاً: «من قتل دون ماله فهو شهيد»). قال ابن حجر في اللسان (5341): (وبقية كلامه: ليس هو من حديث شعبة وإنما هو من رواية أبي سحيم. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث حدثنا عنه البختري). فالقرقساني هنا قد روى عن عيسى بن يونس، وهذه الرواية غير محفوظة - كما قال العقيلي -.
وهناك علة تُعِلُّ الطريقين كلتيهما، وهي أنه قد رواه عن سعيد بن أبي عروبة من هو أوثق من عبد العزيز بن خالد وعيسى بن يونس - لو صح عنه -، دون ذكر أُبيّ بن كعب. فرواه عن سعيد: عبد العزيز بن عبد الصمد، ومحمد بن بشر العبدي، وهما ثقتان، بل إن أبا داود لما سئل عن سماع محمد بن بشر العبدي من سعيد بن أبي عروبة، قال: (هو أحفظ مَنْ كانَ بالكُوفة)، وأيضاً: يزيد بن زريع - وهو من أثبت الناس في سعيد -، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى - وهو ثقة -.
6 - وأما طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أُبيّ، فإنها معلولة بأنَّ أوثق الناس في قتادة رَوَوا هذه الطريق بذكر عزرة بعد قتادة، دون ذكر أبي بن كعب. وهؤلاء هم: همام بن يحيى، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن أبي عروبة (وهذا هو الصحيح عن سعيد: ذكر عزرة بعد قتادة، وقد ذكرنا في نقد الطريق الخامسة أن الصحيح عن سعيد: ترك ذكر أُبيّ)، وهشام الدستوائي.
وهكذا اتضح أن كل الروايات التي ذكرت أُبيَّاً بن كعب - رضي الله عنه - في السند معلولة.
ثانياً: دراسة الأسانيد التي فيها: عبد الرحمن بن أبزى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
1 - أما طريق ذر بن عبد الله المرهبي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، فهي أفرع حسب من رووا عن ذر، وهم:
2،1 - سلمة بن كهيل، وزبيد اليامي، وهذا أقسام:
أ- ما جاء عن سلمة وزبيد معاً: فهذا رواه عنهما شعبة بن الحجاج، وطرق هذه الرواية صحيحة سليمة يرويها الثقات، سوى طريق عمرو بن يزيد، عن بهز بن أسد، عن شعبة. فإن عَمْرَاً صدوقٌ وقد وُثِّق (تهذيب الكمال: 5/ 477، رقم 5066، التقريب: 3/ 112، رقم 5141)، فإن لم يكن ثقةً، فطريقُهُ هذه تتقوى بالطرق الخمسة الأخرى عن شعبة.
وأما رواية سليمان بن حرب عن شعبة (دون ذكر سلمة)، فإنها تتقوى بروايات الثقات التي سبقتها، لأن فيها فاروقاً الخطابي، قال فيه الذهبي (السير: 16/ 141): (ما به بأس).
ب- ما جاء عن زبيد وحده، فهذا رواه عنه خمسة:
الأول: سفيان الثوري، وعنه أبو نعيم ووكيع وعبد الرزاق، وهذه من أقوى طرق الحديث لا مدخل عليها. وتتقوى بروايتهم روايةُ الحسين بن حفص عن سفيان، فالحُسين صدوق (التقريب: 1/ 287، رقم 1319).
والحسين بن نصر الذي روى عن أبي نعيم، قال فيه ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل: 3/ 66): (محلُّهُ الصدق).
الثاني: جرير بن حازم، وعنه يونس بن محمد، وفيه انقطاع، فإن يونس بن محمد (وهو المؤدب) لم يُذكر في تلاميذ جرير، ولم يُذكر في شيوخه جرير، بل إن جريراً - كما ذكر الذهبي (السير: 7/ 98) - من الطبقة السادسة من التابعين، بينما يونس من العاشرة (السير: 9/ 473)! وحتى لو اتصل فإن جريراً مذكور بسوء الحفظ - كما سبق ص14 - .
¥